سَئِمْنا …..بقلم بوعلام دخيسي

سَئِمْنا
ولَمْ يَسْأَمِ الدَّهْرُ مِنَّا
وَبِعْنا النَّفيسَ
لِنَهْنَأَ قَبْلَ الرَّحيلِ قَليلًا
فَجاءَ الرَّحيلُ يُشاكِسُ أَعْمارَنا
يَدَّعي الخَوْفَ مِنْ خَوْفِنا
ويُحَذِّرُ مِنْ بَيْعِنا كُلَّ شَيْءٍ
ولا يَمْنَعُ المَوْتَ عَنّا…
طَلَبْنا القَليلَ مِنَ الرُّوحِ
لكِنَّهُ الخَطْفُ مَنْْ عاشَ فينَا
زَمانًا طَويلًا
وَجَرَّدَنا الدَّهْرُ مِمَّنْ نُحِبُّ
وما زالَ يَسْأَلُنا أَنْ نُحِبَّ
ولَمَّا يَزَلْ يَعْبُرُ الأَهلُ والصَّحبُ مِنْ جِهَةِ القَلْبِ نَحْوَ القُبورِ؟!
أَلَا مِنْ طَريقٍ سِوانا إليْكَ صَديقِي الرَّحِيلَ..
نَرَى مِنْ بَعيدٍ ضَحاياكَ..
تَعْمَلُ أَنْتَ بِصَمْتٍ
وَنَسْلَمُ نَحْنُ مِنَ الْحُزْنِ
تَكْفيكَ تَلْويحَةٌ مِنْ يَدٍ
وَابْتِسامَةُ طَرْفٍ
كَأَيِّ رَفيقٍ نُصادِفُهُ فِي الطَّريقِ
نُحَدِّثُهُ رُبَّما
أَوْ نُقاسِمُهُ الصَّمْتَ
إلّا التَّحِيَّةَ قَبْلَ الوُصولِ
فَلَا شَيْءَ نَعْرِفُ عَنهُ سِوى أينَ صارَ الوَداعُ
ولا شَيْءَ يَعْرِفُ عَنَّا
؟؟؟
سَئِمْنا صَديقِي
تُلاحِقُنا واحِدًا واحِدًا…
كُنْ رَحيمًا عَزيزي الرَّحيلَ
وخُذْنا إلَيْكَ جَميعًا
وإلّا اقْتَلِعْ حُبَّنا
دُونَ أَنْ تَنْزِعَ الْقَلْبَ
لَنْ تَسْتَطِيعَ صَديقي زِراعَةَ قَلْبٍ سِواهُ
ولنْ تُهْلِكَ العُمْرَ الّا خُطاهُ
ولَنْ يُشْبِهَ الحُبَّ حُبٌّ
ولَنْ يَشْفِيَ الطِّبُّ حُزْنا
!!!









