كتاب وشعراء

ولادة قسرية …..بقلم هناء داوودي

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

هل تعرف معنى أن تولد
لا لأنك أردت
بل لأن الصمت ضاق بنفسه… فأنجبك
تُدفع إلى الضوء
كما تُدفع زجاجة فارغة
من تحت الطاولة
فتتهشم..ويقال: حادث سعيد
كانت الأيدي تحصي نجاتها
لا أنفاسك
والهواء دخل رئتيك
كغريب جريء
لم ينتظر منك الإذن
صرخت…
ليس اعتراضاً
بل لأن الفراغ اتسع فجأة
وانساب من فمك كالشلال
قالوا….كبرت
ولم يروا أن الوقت كان يقضمك
بصبر جميل
وأن الطول ليس إلا فناً للهروب
كل خطوة بعدها
كانت اعتذاراً مهذباً
عن عثرة الولادة
حين لم تستطع إعادة الأمس إلى رحمِه
الآن….
أنت تمشي داخل اسمك
تحمل جسدك كحقيبة منسية
في محطة بعيدة
وتشيح عن المرايا
لأنها ما زالت ترى فيك
ذلك القادم بلا موعد
فما معنى العيش؟
ربما أن تمضي العمر كله
تربّت على كتف العدم
وتهمس له:
اعذرني…
لم أقصد أن أبقى حياً
إلى هذا الحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock