كتاب وشعراء

الأمثالُ الشَّعبيَّةُ , وظاهرةُ انتشارِ الحمَّاماتِ الشَّعبيَّةِ في مِصرَ المحروسة …بقلم محمد عبد اللاه

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

– ومن الظواهر الاجتماعية الشعبية التي لا يمكن إغفالها في هذا المقام ظاهرة انتشار الحمامات الشعبية أو العمومية في ربوع مصر المحروسة ؛ ذلك لأن المصريين يحبون النظافة وما يتعلق بالصحة العامة من قديم الزمان ؛ حيث نجد الكثير من الرواة والمؤرخين القدامى يؤكدون أن أول من دخل الحمام هم الفراعنة لكن دون ذكر اسم الفرعون(18) ، فقد استخدم الفراعنة حمامات الطمي , وواروا أجسامهم في الرمال الساخنة .
– كما عرفوا فوائد الحمامات البخارية وطرق العلاج المائي , فكانت له في ذلك طقوس خاصة بهم ، ولا تزال بعض آثارهم من تلك الحمامات قائمة حتى اليوم كحمام كليوباترا بمحافظة قنا وحمام فرعون بصحراء سيناء .
– ومع بداية العصر الإسلامي أنشأ عمرو بن العاص أول حمام عمومي بالفسطاط .
– وفي العصر الفاطمي يذكر المقريزي أن الخليفة العزيز بالله هو أول من بنى الحمامات بمصر ,
– أما في العصر العثماني فقد ازدهرت الحمامات الشعبية وانتشرت انتشارا كبيرًا .
– وكان هناك حماماتٌ خاصةٌ بالرجال وأخرى خاصةٌ بالنساء ؛ حيث التنظيف والتجميل والعلاج , وكان الذين يقومون بهذه الأعمال : الحماميّ ( المعلم ) , أو ( المعلمة ) ، والمدلك أوالمدلكة ، والبلان أو البلانة ، والناطور أو الناطورة ، والسقاء ، والوقاد ، والزبال ، والقهوجي , ومن الحمامات المصرية التي مازالت قائمة حتى الآن : حمام الملاطيلي ، وحمام قلاوون ، وحمام السلطان إينال .
– وبعد تعاقب السنين والقرون وظهور حمامات الجاكوزي ، والساونا ، والبخار ، ومراكز التجميل العصرية أصبحت الحمامات العامة والعاملون فيها أمرًا تراثيًّا ورد ذكره في الأمثال الشعبية ؛ حيث قالوا : ” دُخُولِ الْحَمَّامْ مِشْ زَيِّ طْلُوعُهْ ” .
– وفيما حدث في حمام السلطان إينال الخاص بالنساء في ذلك الوقت أنهم قالوا : ” اللِّي اِخْتَشُوا مَاتُوا ” ؛ حيث اندلع حريقٌ هائلٌ فيه ، وكانت النساء داخله شبه عاريات ، وقد التفت النار حولهن من جميع الجهات ، أما اللاتي خرجْنَ منه وهُنَّ شبهُ عاريات فقد نجون من النار ، وأما اللاتي استحيَيْنَ من الخروج هكذا شبه عاريات فقد مُتْنَ وسطَ النيرانِ والدخان – ولما سأل أحد الناس عما آلَ إليه الحادثُ الأليمُ مستفسرًا قالوا له : ” اللِّي اِخْتَشُوا مَاتُوا ” ، فصار ذلك مثلًا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock