الإشتياق ✍️ اعتدال السقاف


الاشتياق حالة لا تُشبه أي شعور آخر، إنه ذلك الارتعاش الخفي الذي يسكن القلب كلما مرّ طيف الأحبة في الذاكرة.
هو نار هادئة، لا تحرق الجسد لكنها تذيب الروح ببطء، تجعلنا ننتظر بلا موعد ونحلم بلا نهاية.
أحيانًا، يزورنا الاشتياق في منتصف الليل، يوقظنا من نومٍ ثقيل ليضع أمامنا صورًا قديمة، أصواتًا بعيدة، وضحكاتٍ ما زالت تتردد في الأذن.
نحاول أن نُخفيه، أن نتجاهله، لكنه يزداد قوة كلما قاومناه، كأنه يقول: “أنا هنا لأذكّرك أن هناك قلبًا ما زال يفتقدك”.
الاشتياق ليس ضعفًا، بل دليل على أن الحب ما زال حيًا، وأن الذكريات لم تُمحَ رغم قسوة الأيام.
هو جسرٌ بين الماضي والحاضر، نُعبره كلما ضاقت بنا اللحظة، فنجد أنفسنا نبتسم لصورٍ قديمة أو نغرق في دمعةٍ مفاجئة.
وفي النهاية، يبقى الاشتياق وعدًا صامتًا: أن اللقاء مهما تأخر، سيظل له طعمٌ مختلف، طعمٌ يشبه ارتواء العطشان بعد رحلة طويلة في الصحراء.









