كتاب وشعراء

سأعرفُكِ من بينِ ألفِ نِقاب ونقاب… بقلم د. مصطفي عبد المؤمن

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

سأعرفُكِ…
لا بالعينِ،
فالعيونُ تخطئُ حين تُفتَنُ بالسراب،
بل بالرجفةِ الأولى
التي تُربِكُ قلبي
كلّما مرَّ اسمُكِ
خفيفًا
كعطرٍ نسيَ طريقَهُ إلى الغياب.
سأعرفُكِ من بينِ ألفِ نِقاب،
حينَ تفضحُكِ الخطوةُ الصامتةُ
وتدلُّ عليكِ الظلال،
وحينَ لا يتشابهُ صوتُكِ
إلّا مع ارتعاشِ دعاءٍ
خرجَ من صدرِ ليلٍ
فأصاب.
سأعرفُكِ…
من صبرِكِ الموشّى بالضياء،
من خوفِكِ النبيلِ
وأنتِ تُخفينَ شمسَكِ
خشيةَ أن تُحرقي الغياب،
من يدٍ تُمسكُ الحلمَ
ولا تكسِرهُ
رغمَ قسوةِ الأسباب.
إن تشابهَ الوجهُ،
واختلطَ الضوءُ بالستائر،
فلن يلتبسَ القلبُ أبدًا؛
قلبي تعلّمَ ملامحَكِ
كما يحفظُ البحرُ
اسمَ السحاب.
سأعرفُكِ حينَ تبتسمينَ
في داخلي
لا على الشفاه،
وحينَ تضعينَ الحياءَ
تاجًا
لا قيدًا،
وحينَ تقولينَ الصدقَ
دونَ خطبٍ
ولا خطاب.
سأعرفُكِ…
لأنّكِ لستِ امرأةً تُرى،
بل امرأةٌ
تُعرَف،
وما بيني وبينكِ
علامةٌ
لا تُخطئها القلوب،
ولو توارت
خلفَ ألفِ نِقاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock