فراج إسماعيل يكتب :هل اعتنق ترامب الديانة اليهودية

هل اعتنق ترامب الديانة اليهودية وأصبح أول رئيس يهودي للولايات المتحدة يتولى منصبه لفترتين غير متتاليتين. هكذا قدمه الإعلامي الأمريكي مارك ليفين.
ترامب علق: هذا صحيح. هل يقصد حبه لإسرائيل أم اعتناقه اليهودية؟!
في النهاية أمسك بالميكرفون ليقول إنه سيظل يدعم اليهود الأمريكيين وصديقا ودعما لليهود، ويجب أن نتوحد لمواجهة “التطرف الإسلامي”.
وقال إن العديد من أعضاء الكونجرس يكرهون اليهود والكونجرس أصبح معاديا للسامية، ولم يعد اللوبي اليهودي هو الأقوى في واشنطن حسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وتعهدت ميريام أديلسون بتقديم 250 مليون دولار لولاية ترامب الثالثة، زاعمة أنه يجوز له قانونيا الترشح للانتخابات القادمة.
أدلى ترامب بهذه التصريحات لضيوف البيت الأبيض من اليهود في حفل عيد الأنوار اليهودي (حانوكا).
في تعليقاته حول تصاعد معاداة السامية في الحكومة الأمريكية، أشار ترامب في البداية إلى جميع أعضاء الكونجرس، لكنه سلط الضوء بعد ذلك على مجموعة الديمقراطيين التقدميين.
أضاف: “كان والدي يقول لي دائمًا إن أقوى جماعة ضغط في هذا البلد هي جماعة الضغط اليهودية، جماعة الضغط الإسرائيلية. لكن الوضع لم يعد كذلك”.
وتابع: “هناك الكثير من الناس الذين لا يريدون مساعدة إسرائيل. هناك الكثير من أعضاء الكونجرس الذين لا يحبون إسرائيل. هناك الكثير من أعضاء الكونجرس الذين… بطريقة ما… يكرهون إسرائيل. يكرهون إسرائيل بشدة”.
ثم عقب أمام حشد من مؤيديه “سأظل دائماً صديقاً وبطلاً للشعب اليهودي”.
على خشبة المسرح وصف مارك ليفين، مقدم البرامج الحوارية المحافظ، ترامب بأنه “أول رئيس يهودي” لحبه لإسرائيل والشعب اليهودي.
ثم دعا ترامب ميريام أديلسون، إحدى كبار المتبرعين للحزب الجمهوري، لإلقاء كلمة، مازحًا إبأن عليها الإسراع في ذلك لأن “250 مليون دولار لم تعد كافية كما كانت”.
بعد ذلك، أخبرت أديلسون الحضور أنها تحدثت مع المحامي آلان ديرشوفيتز، الذي أكد لها أن ترشح ترامب لولاية ثالثة سيكون قانونيًا، وتعهدت بالتبرع بمبلغ 250 مليون دولار لحملته الانتخابية إذا قرر الرئيس الترشح مجددًا، وسط هتافات الحضور “أربع سنوات أخرى!”.
استعرض ترامب اعترافه بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان. لم ينس أن يتحدث عنها بوصفها صفقة وقال: “لقد بعتُ حقوق مرتفعات الجولان لإسرائيل… قد تصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات”، مضيفًا أنه لم يدرك قيمة المنطقة إلا بعد اعترافه بها كجزء من إسرائيل.
ثم أضاف : “ربما كان عليّ أن أطلب شيئاً من [إسرائيل]”.
والتفت إلى حشد من القادة اليهود وأضاف: “أنتم في حماية، أنتم شعب مميز، شعب مميز حقًا”.
كان بابا الفاتيكان الراحل فرنسيس قد قال عام 2016 أثناء حملة ترشح ترامب أنه “لا يعد مسيحيا” لأنه وعد ببناء جدران لوقف الهجرة، وقال “هذا غير وارد في الإنجيل”. ورد ترامب في بيان “أنا فخور بكوني مسيحياً”.
عن ارتباط الرؤساء الأمريكيين باليهودية كتب الكاتب الأمريكي بي جي جريسار في موقع فورورد: جميع رؤسائنا السبعة والأربعين (يُحتسب جروفر كليفلاند ودونالد ترامب مرتين) كانت لهم تفاعلات مع الجالية اليهودية، تراوحت بين الإيجابية والسلبية، والتاريخية والغريبة.
كان الرئيس آدمز أول رئيس أمريكي يُؤيد قيام دولة يهودية في رسالة إلى الدبلوماسي مردخاي مانويل نوح عام 1819.
الرئيس فرانكلين بيرس، أول رئيس يظهر اسمه على ميثاق كنيس يهودي بعد توقيعه على قوانين الكونجرس لعام 1857 التي سمحت بتأسيس جماعة واشنطن العبرية.
ويعتبر اليهود أن الرئيس جيمس بوكانان أسوأ رئيس على الإطلاق لأنه لم يكن يحمل وداً لهم.
أما الرئيس أبراهام لينكولن فيرجح البعض أنه كان يهوديا استنادا إلى أن لينكولن هو اسم مدينة في انجلترا كانت ذات كثافة يهودية كبيرة تاريخيا، واعتراف قد يكون ملفقا لأحد الحاخامات.
وكتب المؤرخ جوناثان سارنا باستفاضة عن صداقة لينكولن الفريدة وتحالفه مع اليهود. فقد سمح للحاخامات بالعمل كقساوسة عسكريين، وعيّن يهودًا في مناصب مهمة، بل ويُشير سارنا إلى أنه ذهب إلى حدّ استخدام لغة أكثر شمولًا، فلم يصف أمريكا بأنها “أمة مسيحية”.
الرئيس اندرو جونسون فيُصنف بانتظام ضمن أسوأ الرؤساء، وصف اليهود ذات مرة بأنهم “السبط الذي شق ثياب مخلصنا”.
الرئيس هاري ترومان اعترف بإسرائيل بعد 11 دقيقة فقط من إعلانها لكنه وصف اليهود لاحقا في مذكراته بأنهم “أنانيون”، ويريدون “معاملة خاصة”.
أما الرئيس جون كنيدي فهو صديق لإسرائيل، لكن لديه عدد قليل من اليهود في حكومته.
الرئيس جونسون كان داعمًا قويًا لإسرائيل.
الرئيس نيكسون لا يقل عنهم ولاء لإسرائيل، يكفي أن هنري كسينجر أقرب أصدقائه، وقام بعمل جسر جوي لدعم إسرائيل خلال حرب أكتوبر.
يعتقد بعض اليهود أن جيمي كارتر، ذلك الرجل العجوز اللطيف الذي وصفته شبكة سي إن إن برئيس الروك أند رول، كان معادياً للسامية لكتابته كتاباً بعنوان “فلسطين: سلام لا فصل عنصري”. هذا بالإضافة إلى وصفه المستوطنات في الضفة الغربية بأنها عائق أمام السلام أثناء رئاسته – وهو موقف يبدو اليوم منطقياً تماماً. وقد عرض كارتر تعويضاً مالياً عن أي ضرر ربما يكون قد ألحقه باليهود.
الرئيس ريجان كان داعماً قويا لإسرائيل. الرئيس بوش الابن أحاط نفسه بمستشارين يهود، وكسب تأييدًا واسعًا من اليهود الجمهوريين بفضل دعمه المتشدد لإسرائيل. وكان بوش أول رئيس يُضيء الشمعدان اليهودي في مقر إقامته بالبيت الأبيض.
ليس سراً أن الرئيس باراك أوباما اختلف مع بنيامين نتنياهو، لكن هذه نظرة ضيقة للغاية لحياته اليهودية. كان أوباما أول رئيس يستضيف مأدبة عيد الفصح اليهودي في البيت الأبيض.
الرئيس الحالي ترامب أول رئيس لديه ابنة يهودية. أول رئيس يصف المتظاهرين مع النازيين الجدد بأنهم “أناس طيبون للغاية” على شاشة التلفزيون الوطني، ويوقع في سجل زوار ياد فاشيم قائلاً: “إنه لأمر مذهل ولن أنساه أبدًا”. مع كل التقدير، كانت اتفاقيات أبراهام ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس إنجازاته لليهود.
لدى الرئيس السابق جو بايدن عدد كبير من الأقارب اليهود، سواء من جهة الزوجة أو من أعضاء حكومته. وهو يحب أن يروي قصة لقائه بجولدا مائير. ورغم أنه تردد في البداية في الاتصال ببنيامين نتنياهو بعد توليه منصبه (وهو تصرف يُعتبر غريباً على اليهود)، إلا أنه كان داعماً قوياً لإسرائيل.







