كتاب وشعراء
لَمْ أُدْرِكْ بَعْدُ…..بقلم محمد راغب عبد الصبور

لَمْ أُدْرِكْ بَعْدُ
أَنَّ يَدَيَّ الْمَمْدُودَتَيْنِ فِي الْأَرْضِ
لَمْ تُنْبِتَا سِوَى
الْأَحْزَانِ
بَيْنَ غَابَاتٍ مِنَ الشَّوْكِ
وَأَنَّ جُرْعَاتِ الْحَنِينِ لَمْ تَكْفِ
لِتُخَدِّرَ الْجُرْحَ
النَّازِفَ بَيْنَ أَحْضَانِ
الشَّوْقِ
فَصَهِيلُ الْخَيْلِ فِي مَوَاكِبِ الرَّحِيلِ
قَدْ أَعْلَنَ
الْعِصْيَانَ
عِنْدَ اقْتِرَابِ
اللَّيْلِ
لَمْ أَكُنْ أُدْرِكُ
أَنَّ الْأَشْيَاءَ الَّتِي خَاصَمْتُهَا
قَبْلًا
كَانَتْ تُهَدْهِدُ الْحَنِينَ
فِي عَيْنَيْكِ
وَأَنَّ الْمَرَافِئَ الْبَعِيدَةَ
حِينَ نَقْصِدُهَا
يَنْفَدُ الزَّادُ
فَأَعُودُ
مُغْمِضَ الْعَيْنِ
لَمْ أُدْرِكْ
حِينَ كَانَ الرَّبِيعُ
كُنْتُ
وَقْتَهَا نَائِمًا
لِأَنَّنِي أَعْلَمُ جَيِّدًا
أَنَّ لِقَلْبِكِ
وَلِلْحَيَاةِ
أَلْفَ أَلْفِ لَوْنٍ









