مصطفي السعيد يكتب :الطلاق بين أوروبا وأمريكا وموعد الحرب الواسعة مع روسيا

أكد عدد من قادة أوروبا إندلاع حرب واسعة بين أوروبا وروسيا عام 2028؟ فلماذا هذا التاريخ؟ السبب الأول أنهم يأملون في استعادة الحزب الديمقراطي الأمريكي الحكم من ترامب في هذا العام، ليعود حكم اليمين الليبرالي بدلا من اليمين القومي الأمريكي بقيادة ترامب. والسبب الثاني أن تكون أوروبا قد رممت بنيتها العسكرية المتهالكة، وزادت عدد وعديد جيوشها، وشيدت مصانع أسلحة، وأصبح لديها مخزون كبير من الذخائر التي بددت معظمها في أوكرانيا، والأهم أن تقنع الشعوب الأوروبية بأن روسيا تمثل خطرا وجوديا، وأنها تخطط لاحتلال أوروبا، وهو خطاب مغاير لما كانت تردده في السنوات الأخيرة بأن روسيا ضعيفة وهشة وعاجزة وستتلقى هزيمة إستراتيجية في أوكرانيا، وأنها ستتفكك، وسيطيح الشعب الروسي بالرئيس بوتين. لكن هل يمكن أن تصمد أوكرانيا حتى 2028؟ هذا ما تتمناه وتدفع إليه أوروبا، وتريد نسف أي اتفاق سلام، بل تحاول تمرير اتفاق هدنة مؤقتة، تمكنها من إعادة بناء جيش أوكراني، يدفع الثمن الأكبر من ضحايا أي حرب. تقارير الجبهة الأوكرانية تؤكد أن الجيش الأوكراني يقترب من الإنهيار، وأن روسيا اتبعت تكتيك إنهاك الجيش الأوكراني واستنزافه، حتى بات عاجزا عن مواصلة الحرب، وارتفعت معدلات الهروب بصورة مضاعفة، ولا تجدي جهود الدعم الأوروبي ولا استقدام مرتزقة، بل جرى حل فرقة المرتزقة المسماه “المتطوعون الأجانب”، والتي كانت خليطا من جنسيات لاتينية وآسيوية وأوروبية، وخسرت 10 آلاف قتيل، وتقرر توزيع المرتزقة على الوحدات حتى ضمان بقائهم في الصفوف الأولى وعدم انسحابهم. أوروبا في مأزق كبير مع إعلان الطلاق بين أمريكا الترامبية وأوروبا النيوليبرالية، بعد أن وصف ترامب قادة أوروبا بأنهم ضعفاء وغير أكفاء وبلا شعبية، وأنهم مستبدون ويمنعون الأحزاب القومية من تولي الحكم، ويقيدون حرياتهم، ويفتحون الأبواب للمهاجرين لمحو الهوية الأوروبية، ورد المستشار الألماني بأن أوروبا خرجت من تحت الهيمنة الأمريكية، وستعتمد على قدراتها وقوتها. أوروبا في مأزق تاريحي قد يمزقها من الداخل، فهناك إنقسام بين الدول الأوروبية دفعها لإلغاء التصويت بالإجماع إلى التصويت بالأغلبية في قرارات الإتحاد الأوروبي، ورفض 6 دول مصادرة الأموال الروسية. كما تنقسم من الداخل بسرعة، وتنهار الأحزاب اليمينية الليبرالية أمام كل من اليمين القومي ويسار جديد، بينما اقتصادها ينهار بسرعة، بما ينذر بانهيار لم تر مثيلا له من قبل.







