لغة الضّاد…..بقلم جهاد المثناني

ضَادٌ تُـنَـمِّقُ فِي المَدَى أشْعَارَا
وَتُشَكِّـل الغَـيمَاتِ وَالأَمْـطَـارَا
لغةُ تُـبَلسِمُ بالحُرُوفِ مَواجِعا
وتُـدَغدِغ النّـعـنَـاعَ والنـوَّارَا
حَرَكَـاتُها مِن فَيْـضِ حُبّ شُكّلت
وتَـبَرعَـمَت سَــكَـنَـاتُـــها أزهَـارَا
ضادُ تُـغَازِلُ فِي الكِنَايَةِ حُسنَها
قَد مَـوْسَقَت تَـشْـبِيـهَها ڨِـيثَارَا
تَجتَاحُني بَـوحًا يَقُـولُ مَوَاجِدِي
وتحيكُ من معنى الضيا أسرارا
وتُسَربِـلُ الأرضَ العَـنِيدَةَ أحرُفًـا
فِـيها الحَدائِـقُ أثْـمَـرَت أنْـهَـارَا
جُملًا تحنّت بالفصيح غوايةً
وتــَـلَألات أسْــمَـاؤُهَـا أقْـمَـارَا
وتَـناثَرَت نَـجـمَـاتُـها فِي جُمْلةٍ
لِتَصُوغَ مِن بَوحِ السّمَا أنـوَارَا
لُـغَةٌ تَجَلّت كَالعَـقِيقِ نَضِيدَةً
صِيغَت بكَـفّ العَاشِقِين سِوَارَا
وتَكلّلت فِيها الدّرُوبُ بِخَطوِنَـا
فَـهي الدُّروبُ لِـنُكمِلَ المِشوَارَا
وهي المَسَافَةُ صَوْبَ كُـلّ حَبِيبةٍ
تَـأبَى الغِـيابَ وتَـرفُض الأعذَارَا
وهي العَشِيقَة في القُلوبِ تَربّعَت
وهي الحَـبِيبة اسـألُـوا بَـشّـارا
وَهي الّتِي إن صُغتَـها بِـحكَـايةٍ
تُضحِي الحِكايةُ تَخطِف الأنظَارَا
أو صُغتَـها فِي كُل شِعر يَحتفِي
بالضَّادِ لوزٌ .. يستحيلُ مَحَارَا
لُـغة تشيدُ مِن الجَمالِ فُصُولَها
وتُـخاطبُ الأفـنانَ والأطـيَارا
وتُطَاول الأحلامَ في عَليائِها
وتُـصَادِقُ الأزهَـار والمِنيارا
لُـغة تَحَدّت في الزَّمانِ رداءةً
بِـعُـلوِّها قد شَكّـلت أسْـوارا
أمجادها تُهدي البيانَ نقاوة
إذ عتّقت تاريخَها إكبَـارَا
وتضيء في ركن قصيّ عتمة
وتؤجج الأنسام والأفكارا
لغةٌ إذا أفصحتَ عن أسرارها
تنثالُ شدوًا في الشِّفا مِزمارَا
لغة تُـذيب الغاصبِين بِحُسنِــها
فالحسنُ يضحي -إنْ بدَت- إعصَارا









