مصطفي السعيد يكتب :ضربات صينية قوية ومفاجئة لأمريكا في الصناعات التكنولوجية

كانت الإدارات الأمريكية تعتقد أن رقائق شركة أنفيديا ستكون السكين الذي يذبح الإقتصاد الصيني، ويعطل قطارها فائق السرعة، لإعتماد الصين على شراء الرقائق الألكترونية فائقة الدقة من شركة أنفيديا. وشن ترامب أوسع حرب تجارية على الصين، وفي يده سكين الرقائق، منتظرا أن تجثو الصين، وتطلب العفو عن قفزاتها الصناعية، وفائضها التجاري الضخم، الذي تخطى ترليون دولار سنويا، لكن الصين واجهته بأكثر من مفاجأة، ليس فقط بتقييد صادراتها من المعادن النادرة التي لا غنى عنها في كل الصناعات الألكترونية، إنما بإنتاج شركة هواوي الصينية لشرائح 7 نانو. أما الأهم فكان تصنيع شركة “إس إم آي سي” الصينية الصين لآلات الطباعة الضوئية المستخدمة في إنتاج الرقائق فائقة الدقة، والتي لم يكن في العالم مثيلا لها إلا شركة “إيه إس إم إل” الهولندية، التي انصاعت لفرض العقوبات الأمريكية على الصين، وإن كان إنتاج الصين التجريبي لتلك الآلات المعقدة جدا مازال بحاجة إلى التحسين، لكنها اقتربت جدا من إمتلاك واحدة من أهم أعمدة التكنولوجيا التي كانت تنقصها، لتتحول من أكبر مستهلك في العالم للرقائق إلى الإكتفاء الذاتي، وربما التصدير، لتسدد ضربة قوية لشركة انفيديا الأمريكية، وتفاجئها بقرارات تعرقل استيراد الشركات الصينية لرقائق بأكثر من 10 مليارات دولار سنويا من أنفيديا، واستخدمت بعض حجج أمريكا في منع دخول إنتاج شركة هواوي الصينية، وأهمها الهواتف الذكية والإنترنت فائق السرعة عبر أجهزة راوتر الجيل الخامس، بسرعة تحميل 3600 ميجابايت في الثانية. وبينما كان ترامب يظن أنه يقدم إحسانا إلى الصين بإلغاء جزئي ومحدود لقيود تصدير الرقائق فائقة الدقة إلى الصين، فاجأته الصين بأنها لا تريد رقائقه على الإطلاق، وأصدرت قرارات تمنع دخول رقائق مشكوك في تقنياتها أو تعطيل توريدها من دول تفرض عقوبات على الصين، ونصحت بالإعتماد على الرقائق الوطنية الجديدة، في خطوة هائلة وسريعة لاستكمال سلاسل إنتاجها المقدم، ووقف الإعتماد على الغرب في أي صناعة إستراتيجية. الضربة الصينية كانت موجعة لكل من شركة أنفيديا الأمريكية، والشركة الهولندية، وتتويج لتفوقها في الذكاء الإصطناعي باعتراف المدير التنفيذي لشركة انفيديا الأمريكي.







