مقامُ الغياب …..بقلم خديجه بن عادل

أتيتُكَ لا ظلٌّ، ولا وقتٌ معي،
وسؤالُ عينيَّ اشتعالٌ مُدْمِعُ.
تركتُ ورائي كلَّ شكلٍ مرسى،
ودخلتُ نفسي… كي أراكَ وأرجعُ.
وفيكَ التوى نبضي، كأنّك صاعقٌ،
والكونُ غيمٌ فيكَ يُذبحُ ويقعُ.
سمعتُكَ من جرحي، ومن وهمِ الهوى،
من كلِّ شيءٍ ما عداكَ، وسِوى الوعي.
أتبعتُكَ؟ لا، بل مُسِختُ بخُطوتي،حيثُ
اتحدنا… لا سبيلَ ولا زاد.
وما أنتَ؟ لا وجهٌ، ولا حدٌّ، ولا أثرٌ
يُقالُ، ولا يزولُ، ولا يأبى.
أنتَ ارتباكُ الروحِ حين تعرّت،
فانسلَّ فيها النورُ من شقِّ الدجى.
وأنتَ وقود الحرفِ قبل وجوده،
والحبُّ قبلَ تهادى من قال: أنا.
سقيتَ حروفي من خطاكَ تمائمًا،
حتى تجلّى في جراحي المعنى.
أنا الآن صوتي يختفي في صمتِنا،
ويقومُ فيَّ سؤالُ: هل كنتّ… أنا؟
وفي مقلتيكَ استدار الزمانُ،
وعادَ إليَّ كطفلٍ بكى ثمّ غنّى.
نظرتُ… فلا أرضٌ، ولا سقفُ أرتجي،
فقط أنتَ، وحدكَ، تدورُ وتكفى.
هويتُ، فلم يمسكني غيرُ ظلّكَ،
كأنّي هويتُ إليكَ لأهوى.
ومنكَ رجعتُ… خاليةً، بلاكَ،
كأنَّ الرجوعَ ابتداءُ التنائي.
فدعني على بابِكَ الممسوسِ نبضًا،
ففيكَ الغيابُ… مقامٌ، ومأوى.









