صحيفة ألمانية: تمويل الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا سيتم على حساب دافعي الضرائب الأوروبيين

سلطت صحيفة “يونغه فيلت” الضوء على التبعات الاقتصادية للدعم الأوروبي لكييف، مشيرة إلى أن القرض الذي ستحصل عليه أوكرانيا سيؤمن في نهاية المطاف من جيوب دافعي الضرائب الأوروبيين.
وجاء في تقرير الصحيفة الذي انتقد السياسات المالية لبروكسل: “إن الهجوم الذي كان يخطط له الاتحاد الأوروبي على الأصول السيادية الروسية قد تم تأجيله، إلا أن عملية النهب ذاتها يبدو أنها لم تتوقف بل غيّرت ضحيتها إذ باتت تستهدف مستوى معيشة شعوب أوروبا نفسها”.
وأضاف التقرير، أن “مهندسي تمويل الحرب في بروكسل يخططون لتغطية التكاليف من جيوب المواطنين، الذين سيضطرون لدفع ثمن سخاء حكوماتهم تجاه ما بات يُعرف بـ(الثقب الأسود) المسمى أوكرانيا”.

ورأت الصحيفة أن شعار “مساعدة أوكرانيا”، الذي يتم تصويره كضرورة موضوعية حتمية، يُستخدم كغطاء لشن هجوم على ما تبقى من دولة الرفاه الاجتماعي في أوروبا.

وشددت الصحيفة على أن المواطنين الأوروبيين سيجدون أنفسهم مضطرين للبحث عن سبل لمقاومة هذا المسار، لافتة إلى أنهم – وعلى عكس موسكو – يفتقرون إلى الأدوات القانونية الفعالة لمواجهة هذا “النهب”.

يُذكر أن المفوضية الأوروبية كانت قد سعت للحصول على إجماع على استخدام الأصول الروسية السيادية (التي تتراوح قيمتها بين 185 و210 مليارات يورو) لتمويل كييف، على أن تقوم أوكرانيا بسدادها لاحقا في حال حصلت على “تعويضات من روسيا”، وهي الفكرة التي وصفتها وزارة الخارجية الروسية بأنها “منفصلة تماما عن الواقع”.

ويوم الجمعة الماضي، أعلن رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، أن الاتحاد الأوروبي سيقدم لأوكرانيا قرضا بقيمة 90 مليار يورو، يستند إلى ميزانية الاتحاد مع احتمالية سداده مستقبلا عبر “عوائد الأصول الروسية المجمدة”، وهو الإجراء الذي تصفه موسكو بـ”السرقة”.

وفي اعتراف ضمني بالتعقيدات، صرح رئيس الوزراء البلجيكي، بارت دي فيفر، بأن دول الاتحاد الأوروبي أدركت عقب المناقشات الأخيرة أن مصادرة الأصول الروسية تنطوي على مخاطر مالية وقانونية يصعب إدارتها.

يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد صرح خلال مؤتمره الصحفي السنوي و”الخط المباشر”، بأن محاولات مصادرة الأصول الروسية في الاتحاد الأوروبي لا تعد مجرد سرقة، بل هي “عملية سطو علني يقوض الثقة في منطقة اليورو”، مؤكدا عزم موسكو على اتخاذ كافة الإجراءات للدفاع عن مصالحها.

المصدر: “يونغه فيلت” + RT