بروفايل

علي بن أبي طالب شباب لم يعرف التراجع… وشجاعة لم تعرف الخوف

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

لم يكن علي بن أبي طالب رجلًا عاديًا في تاريخ الإسلام، بل كان حالة فريدة من الإيمان المبكر، والشجاعة المطلقة، والثبات في أشد لحظات الخطر.
أسلم وهو فتى، لم ينتظر، ولم يتردد، ولم يطلب ضمانات. اختار طريقًا يعلم أن نهايته قد تكون الموت، لكنه آمن أن الحق أولى بالحياة من النفس نفسها.
وفي ليلة الهجرة، حين أحاطت سيوف قريش ببيت النبي ﷺ، نام علي في فراشه، شابًا يواجه الموت وحده، لا دفاعًا عن شخص، بل حفاظًا على الرسالة. كانت تلك الليلة إعلانًا مبكرًا أن هذا الفتى خُلق للمواقف العظيمة.
في بدر، أول معارك الإسلام، خرج علي في الصفوف الأولى، وكان أول من تقدم للمبارزة، فقتل الوليد بن عتبة، ليؤكد أن الإيمان إذا حمله قلب شجاع يصنع الفارق.
وفي أحد، حين اضطربت الصفوف وتراجع بعض المقاتلين، ثبت علي بن أبي طالب، يقاتل دون رسول الله ﷺ، يتلقى الضربات ويواصل القتال، حتى صار اسمه مقترنًا بالشجاعة في الذاكرة الإسلامية.
أما يوم الخندق، فكان يومًا فارقًا في تاريخ المواجهة. عبر عمرو بن ود العامري الخندق، وهو أشجع فرسان العرب، ونادى متحديًا: من يبارز؟
ساد الصمت، لا جبنًا، بل إدراكًا لهول الخصم.
فقام علي بن أبي طالب.
شاب في مقتبل العمر، يقف أمام فارس كانت العرب تضرب به المثل في البأس. لم يهابه، لم يتراجع، أخذ سيفه وخرج بثبات، وانتصر، فسقط عمرو وسقط معه كبرياء الشرك كله.
قال النبي ﷺ في ذلك اليوم:
برز الإيمان كله إلى الشرك كله.
وفي خيبر، حين عجزت الرايات، قال رسول الله ﷺ:
لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.
فكانت الراية لعلي، ففتح الله على يديه، واقتلع باب الحصن، في مشهد تجاوز حدود القوة الجسدية إلى قوة العقيدة.
لم يُعرف عن علي بن أبي طالب أنه تخلّف عن معركة، أو تأخر عن مواجهة، أو احتمى بغيره. كان دائمًا في الصفوف الأولى، وأول من يخرج، وأقرب من يكون إلى الخطر.
لم تكن شجاعته تهورًا، بل وعيًا، ولم يكن إقدامه حبًا للقتال، بل إيمانًا بأن الحق لا يُحمى إلا برجال لا يتراجعون.
علي بن أبي طالب
شجاعة نشأت في مدرسة النبوة
وثبات كتب اسمه في قلب التاريخ
وفي الختام
إذا ذُكر علي بن أبي طالب، فاذكروا من ربّاه وعلّمه وربط قلبه بالحق
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد ﷺ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock