كيف ذُكر ترامب في في ملفات المجرم الجنسي إبستين الجديدة؟ وما هو محتواها؟

رصدت صحيفة “واشنطن يوست” في تقرير لها، الوثائق التي أفرجت عنها وزارة العدل الأمريكية حول المجرم الجنسي جيفري إبستين، مشيرة إلى محتواها ومن ظهر فيها من شخصيات شهيرة.
وحسب “واشنطن بوست”، تضمنت الصفحات التي يزيد عددها عن 100,000 صفحة والتي تم الإفراج عنها وثائق قليلة تتعلق بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم أن ذكر ترامب كان متوقعا ضمن الملفات التي ألزم الكونغرس الحكومة بالإفراج عنها بحلول يوم الجمعة. وقالت وزارة العدل إنها ستواصل نشر الوثائق في الأسابيع المقبلة، مما أثار غضب النقاد الذين طالبوا بعملية أسرع وتقليل عمليات حذف الصور ومقاطع الفيديو وسجلات المحكمة وغيرها.
واستمرت الحكومة في نشر ملفات جديدة منذ الدفعة الأولى بعد ظهر الجمعة. وخلال الليل، نشرت وزارة العدل سجلات شملت شهادات أمام هيئة محلفين كبرى ومقابلة مع أليكس أكوستا، الذي أشرف بصفته المدعي العام الأمريكي في ميامي على اتفاق الالتماس المتساهل الذي حصل عليه إبستين في عام 2008.
وقال نائب المدعي العام الأمريكي تود بلانش إن الوزارة تعمل “بكل كد” لتوفير الوثائق مع حماية هويات الضحايا. وصرح لقناة فوكس نيوز: “نحن نفحص كل ورقة سنقوم بإنتاجها، للتأكد من أن كل ضحية، واسمها، وهويتها، وقصتها، محمية تماماً بالقدر الذي يتطلبه الأمر”.
ونشرت “واشنطن بوست” أربع خلاصات مما تم الكشف عنه حتى الآن:
ترامب لم يُذكر في العديد من السجلات
كان هناك سؤال كبير يلوح في الأفق حول قضية إبستين وهو ما إذا كان لدى ترامب أي علم بجرائم إبستين. وقد قال الرئيس إنه لم يكن يعلم بالسلوك الإجرامي، وذكر المتحدث باسمه أنه طرد إبستين من ناديه “مار-أ-لاغو” لكونه شخصا “غريب الأطوار”. وكشوفات الجمعة لا تذكر الرئيس كثيرا.
يظهر اسم ترامب في مقابلات الضحايا حيث يتطرق المحققون والمحامون إلى صداقته مع إبستين، لكن لا توجد ضحية في الملفات تتهم ترامب بارتكاب أي مخالفات. الكثير من المواد المنشورة تم الكشف عنها سابقا، بما في ذلك إفادة عام 2010 التي رفض فيها إبستين الإجابة على سؤال، مستشهدا بحقوقه بموجب التعديل الخامس، عندما سُئل عن الاختلاط بترامب في وجود فتيات قاصرات.
تتضمن مواد يوم الجمعة عدة صور ووثائق أخرى تذكر ترامب؛ فهناك صورة لشيك موقع باسمه، يبدو مشابها لشيك ورد في كتاب تم إصداره سابقا بمناسبة عيد ميلاد إبستين. كما تظهر نسخة من كتاب ترامب “فن العودة” (The Art of the Comeback) على رف كتب إبستين في صورة أخرى. ويظهر سجل طيران أن ترامب سافر مع إبستين وابنه إريك.
ويظهر الرئيس الأسبق بيل كلينتون في عدة صور، بما في ذلك صورة يسبح فيها مع شريكة إبستين، غيسلين ماكسويل، وامرأة أخرى.
وقد أشار المتحدث باسم كلينتون، أنجيل أورينا، إلى أن البيت الأبيض قد دبر نشر الصور لحماية ترامب. وقال: “يمكنهم نشر ما شاؤوا من الصور الباهتة التي يعود تاريخها لأكثر من 20 عاماً، لكن الأمر لا يتعلق ببيل كلينتون. لم يكن كذلك أبدا، ولن يكون”.
إبستين كان يحيط به الكثير من المشاهير
على مر السنين، كانت علاقات إبستين بشخصيات بارزة في قطاع الأعمال والسياسة وهوليوود جزءا كبيراً من الرواية المتداولة عنه. وتتضمن كشوفات الجمعة صورا تظهر إبستين وماكسويل وهما يقفان مع مشاهير، بمن فيهم مايكل جاكسون الذي توفي عام 2009.
ولم تورط هذه السجلات المشاهير في أي مخالفات، بل هي توضح بشكل جلي قدرة إبستين الاجتماعية على الوصول إلى شخصيات رفيعة المستوى. وكان العديد من علاقات إبستين بالنجوم معروفا في السابق.
وفي الأسبوع الماضي، نشر الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب مجموعة من الصور من وثائق منفصلة قدمتها تركة إبستين، شملت صورا لمؤسس مايكروسوفت بيل غيتس، والمخرج وودي آلن، والشخصية الإعلامية المحافظة ستيفن بانون.
العديد من الوثائق مطُموس أو ليس جديداً
العديد من الوثائق مغطى بالكامل باللون الأسود أو به صفوف من المعلومات المحجوبة. وهناك أيضا صفحات وصفحات من عمليات مسح لأقراص مدمجة، وأغلفة ملفات فارغة، وسجلات أخرى لا تتوفر معلومات كثيرة حول محتواها. من الواضح أن الكثير من عمليات الطمس تغطي معلومات شخصية من إفادات الضحايا، وسجلات التحقيق، ووثائق إبستين الشخصية.
بموجب القانون، يحق للإدارة طمس المعلومات لحماية الضحايا، وحجب أي صور لإساءة معاملة الأطفال، ومنع نشر الوثائق المصنفة أو التي من شأنها تعريض جهود إنفاذ القوانين الفيدرالية الحالية للخطر.
وقد تعرضت عمليات الطمس لانتقادات واسعة من قبل الديمقراطيين والباحثين عن مزيد من الكشوفات. وقال السناتور تشارلز شومر (ديمقراطي من نيويورك) في بيان إن “هذه المجموعة من الوثائق التي خضعت لعمليات طمس شديدة ونشرتها وزارة العدل اليوم ليست سوى جزء بسيط من جسد الأدلة الكامل”.
وطالب النائبان رو خانا (ديمقراطي من كاليفورنيا) وتوماس ماسي (جمهوري من كنتاكي)، اللذان قادا الجهود في الكونجرس للمطالبة بنشر الوثائق، بالإفصاح الكامل عن السجلات. وصرح ماسي: “المدعية العامة بام بوندي تحجب وثائق محددة كان القانون يلزمها بنشرها بحلول اليوم”.
هناك المزيد في الطريق
أخبر بلانش قناة فوكس أنه يتوقع نشر “عدة مئات من الآلاف إضافية” من السجلات من قبل الحكومة “في الأسبوعين المقبلين”. ولم تفصح وزارة العدل عن السجلات المتبقية أو متى سيتم نشرها.
وأخبر خانا إذاعة NPR أنه وجد الكشوفات غير مرضية ويتوقع أن تنشر الوكالة مسودة لائحة الاتهام في قضية إبستين الأولى، والمزيد من مقابلات الشهود وسجلات أخرى. وقال: “بشكل عام، لقد شعرت بخيبة أمل كبيرة تجاه ما تم نشره”.
جدير بالذكر أن إبستين أقر بالذنب في عام 2008 في فلوريدا بتهم حكومية تتعلق بالتحريض على ممارسة الدعارة مع قاصر. وفي عام 2019، اعتقلته السلطات الفيدرالية ووُجهت إليه تهمة الاتجار بالجنس. وتوفي في السجن الفيدرالي في ذلك العام قبل أن تذهب قضيته إلى المحاكمة، واعتبرت وفاته انتحارا، وسط نظريات مؤامرة تحيط بها، لعلاقته بشخصيات بارزة على الساحة العالمية.
المصدر: “واشنطن بوست”









