لم تنبحِ الكلابُ على أحد،….بقلم عبد الرازق الصغير

لم تنبحِ الكلابُ على أحد،
كانت تلعبُ
مع معشرٍ من الجنّ فقط.
لم يكن هناك متسلّلون،
ولا أطفالٌ يلعبون
الدَّرَك واللصوص
أو الغميضة.
القمرُ
على كتفِ الصنوبرةِ في الهضبة،
فاغرًا
يشاهدُ مسلسلَ السهرة
مع الرجلِ الغريب
من النافذة.
يترجّلُ أحدهم من السيارة،
قاصدًا
كشكَ السجائر في المحطّة
وآلةَ بيعِ القهوة.
القرنفلُ في الحوض
أبيضُ
وبرغنديٌّ جميلٌ جدًّا،
يمسحُ عن المكان
بعضَ الثِّقل
والسماجة.
توقّف انجرافُ السيل في الطريق،
اثنان يلتقطان صورةَ سيلفي.
توقّف أيضًا النقيق،
ولم يعد هنا
أيُّ بوم.
لم يمرّ وقتٌ طويل
على إغلاقِ مطعمِ الشاحنة أبوابه،
ومصابيحِ الضوء.