فيس وتويتر

مصطفي السعيد يكتب :الصدام العسكري بين أمريكا والصين على الحافة في فنزويلا وتايوان

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

بعد إحتجاز البوارج الأمريكية ثالث سفينة نفط كانت متوجهة من فنزويلا إلى الصين، فالأمر لم يعد محتملا أن تستعمل الولايات المتحدة القوة في منع تجارة الصين مع فنزويلا، والذي سيمتد حسب استراتيجية ترامب إلى باقي أمريكا الجنوبية ودول الكاريبي، ولم يعد أمام الصين إلا أحد خيارين، إما أن ترسل قواتها البحرية لحماية حرية التجارة مع فنزويلا وأمريكا الجنوبية، وعندها سيكون الصدام العسكري محتملا جدا في ظل أزمات أمريكا وتوجهات ترامب العسكرية، التي كشف عنها في استراتيجية السيطرة على أمريكا الجنوبية، وتسميته وزارة الدفاع “وزارة الحرب”، أي أنه دخل إلى الخيار الأخير في استعادة الهيمنة الأمريكية، وانعاش إقتصاده المأزوم عبر الإحتلال والقوة العسكرية، بعد أن فشل في الحرب التجارية.
أما الخيار الثاني أمام الصين فترسل الأسلحة إلى فنزويلا وكولومبيا وغيرها من دول أمريكا الجنوبية لتدافع عن نفسها، وتحول القارة إلى مقبرة للقوة الأمريكية، وأن تحاصر تايوان بحريا وجويا، ومعها الحق وفقا للقانون الدولي وإقرار الولايات المتحدة بأن تايوان مقاطعة صينية، وبالتالي سيكون لها الحق القانوني في منع دخول أو خروج أي سفينة أو طائرة إلى الجزيرة الصينية إلا بموافقة الصين، وستكون الولايات المتحدة أمام خيار صعب للغاية، فهي لا يمكن أن تترك تايوان أكبر منتج للرقائق الألكترونية الدقيقة في العالم، وأن تستحوذ عليها الصين لتزيدها قوة، وإما أن تشتبك مع الصين في حرب خاسرة، لامتلاك الصين أكبر قوة بحرية في العالم، ومعها البر الصيني والجزر القريبة من تايوان، بصواريخها الفرط صوتية الثقيلة القادرة على إغراق حاملات الطائرات والسفن الأمريكية، وتدمير القواعد القريبة من بحر الصين.
الخياران لا يمكن تجنب أحدهما بعد أن تمادى ترامب في استخدام القوة كسلاح إقتصادي، يريد به الإستحواذ على الثروات في أمريكا الجنوبية، والسيطرة على ممرات الملاحة، ومنع خصومها من حرية التجارة. والخياران سيقودان إلى مواجهة ستكون على الأرجح مسلحة، لأن تراجع أمريكا عن تهديداتها العسكرية وانسحابها سيكون بمثابة إستسلام وإقرار بأنها لم تعد القوة المهيمنة على العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock