غير مصنف

عادت ابنة قلبي.. شعر: عبير دريعي

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

.
عادت ابنة قلبي ..

كنت أنتظر.
أنتظر الهطول
ودمعي ينزل فوق خدي
قد أقبلت “آڤا”
جاءتني بالمطر هدية
مطر من سماء “أوروبا”
تروي تلال “عامودا” العطشى
وعادت الحياة إلى روحي
هي أرضي
وكل حكاياتي
تعود مثل عصفورة
تلوذ بسقف الذكريات
تختبئ في زوايا البيت
تنشد جدران بيتي بأصوات الجمال
بأنغام السكر المذاب في كأس الحياة
وينساب”عبير” الحنان باقة من الجمال
قد عاد الضوء
والبهاء
إلى الجدران
غرفتها قد عادت عشاً دافئاً
عاد إليها صخب حركاتها
و صوتها الأنيق
كل فجر تشرق
لوحة ملونة تتدفق كنسيم الصباح
كل شيء في البيت يغني
كأن الروح قد عادت إلى الجسد
تتحدث عن المدن البعيدة
عن صقيعها
عن جسورها
وغاباتها المطيرة
وأنا أحدثها عن “عامودا”
عن شيوخ الطريقة في حجراتهم الخضراء يقرأون الأسرار بعد صلاة العشاء
وعن الشاعرات اللاتي يسكبن القصائد في حضرة عامودا
وعن أصوات الأمهات الحزينات التي تخلد في الهواء كأغنية.
أحدثها أن”عامودا” ليست
حجارة وطين
عامودا حكاية العشق
والرواية التي لم تنتهي ..
عادت ابنتي
عادت ” آڤا”
عاد قلبي يخفق بين ضلوعي
من جديد
عادت
صار البيت ملجأ الكلمات وملعب الألوان
في هديل ليل”عامودا” الآن
أسمع نبض قلبي القديم
أرى قمراً قد أضاء عتمة السنين
قمراً عاد
يضيء
سماء البلاد

عبير دريعي ~عامودا
24/12/2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock