شريف يونس يكتب :ظهر عندنا مجموعات من “العقلاء”

في السنين الأخيرة ظهر عندنا مجموعات من “العقلاء” اللي بصفة عامة بيتحسرو على ماضي مسمينه ليبرالي في المنطقة العربية، وبيقدسو شخصيات من الماضي دا، زي الأتاسي في سوريا ونوري السعيد في العراق وإسماعيل صدقي في مصر (مثلا)، اعتبروها شخصيات عاقلة وفاهمة في السياسة والدبلوماسية وتوازنات القوى، وكانت تقدر تقود بلادها والمنطقة إلى تقدم عظيم. لكن للأسف طلع عليهم ناس وحشين أغبيا زي عبد الكريم قاسم وعبد الناصر وحافظ الأسد شالوهم وحكمو بدالهم فراحت المنطقة في ستين داهية.
الجدل حوالين الشخصيات الأولانية والشخصيات التانية والعصور بتاعتهم ماينتهيش، ومعظمه تلاكيك. لكن فيه سؤال بسيط. ليه النظم العظيمة دي ماكانتش أصلا مستقرة قبل ما يتم الإطاحة بيها؟ كمان ليه السادة العباقرة الأولانيين ماقدروش يحافظو على الحكم بتاعهم والنظم اللي كانو بيقودوها؟ في حين إن دي مهمتهم الأساسية؟
دا لو ماسألناش أسئلة أعمق من نوعية: ليه نفس الظاهرة دي اتكررت في دولة ورا دولة من الدول المتقدمة اجتماعيا نسبيا في المنطقة (مش في بلاد الخليج مثلا)؟ كانت إيه حدود التقدم اللي كانت ممكن تعمله النظم الأولانية دي؟ وبالتالي الشخصيات دي اللي كانت بتشتغل من جواها؟ إيه حدود تأقلمها مع ظروف ما بعد الاستقلال؟
دا بالإضافة لسؤال موجه للعقلاء دول: هل فيه حاجة اسمها نظام سياسي “صالح” ونظام “فاسد” في ذاته برا التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، يا “عقلاء”؟