محمد فهيم يكتب :استعادة دور ضائع.. ما دلالات الحراك المصري المتنامي في حوض النيل وشرق إفريقيا؟

يبدو أن القاهرة أدركت أنها فقدت الكثير من أدوارها التاريخية والمفروضة عليها بحكم مصالح الأمن القومي في حوض نهر النيل وفي شرق القارة الإفريقية القريب من المدخل الجنوبي للبحر الأحمر مدخل التجارة العالمي المار بقناة السويس.
ولاستعادة دور القاهرة الذي تراجع بشكل لافت لصالح دول عديدة، بدا حراك واسع للقاهرة مؤخرا في شرق القارة وبحوض نهر النيل.
آخر المواقف كانت زيارة رسمية إلى جيبوتي، وعقد اتفاقيات في مجال الطاقة الشمسية والكهرباء والموانئ البحرية والتجارة وفتح فرع لبنك مصر بجيبوتي.
وقبل أيام، ظهر دور الوسيط المصري في أزمة دولة الكونغو الديمقراطية التي تواجه حكومتها “حركة 23 مارس” المسلحة والمدعومة من دولة رواندا، واتصالات برئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، ورئيس رواندا بول كاغامي، ما اعتبره مراقبون خطوة مصرية مهمة تدعم دورها في حوض النيل.
وفي الأزمة الصومالية مع إثيوبيا اتخذت القاهرة العديد من المواقف في هذا الملف.
ومع زيارة رسمية العام الماضي لإريتريا زادت بشكل كبير أدوار القاهرة الداعمة لدول حوض النيل وبينها بناء مصر سد نيريري في تنزانيا.
وأصبحت القاهرة قبلة العديد من رؤساء دول القارة بينهم رئيس سيراليون الذي زار القاهرة في مارس الماضي، والرئيس الزامبي هاكيندى هيشيليما في شباط فبراير، ورئيس أريتريا في أكتوبر الماضي، ورئيس الصومال الذي زار مصر عدة مرات العام الماضي.
وتتبنى مصر مشروع “طريق القاهرة كيب تاون” الذي يربط 10 دول إفريقية تجاريا واقتصاديا وفي ملف الطاقة.
وفي المقابل وفي سنوات من غياب القاهرة عن القارة تنامت أدوار دول مثل إسرائيل، والإمارات والسعودية وتركيا، وزاد النفوذ الإثيوبي بشكل لافت.
لكن يظل ملف الحرب في السودان المقلق وملف السد الإثيبوبي المفزع إحدى أهم نقاط الضعف والتراجع المصري.
والسؤال.. هل يعيد هذا الحراك القاهرة إلى دورها التاريخي؟
ما مكاسب القاهرة من محاولة استعادة أدوارها القارية؟
وكم خسرت القاهرة من سنوات الإهمال لأفريقيا بعد سنوات التعالي عليها في عهد مبارك؟