كتاب وشعراء

ترانيم الغيم .. نص مشترك … الشاعر صالح حمود..والشاعرة لامية العويسات

“تراتيل الغيم”
نص مشترك
الشاعر صالح حمود ..لامية عويسات

ماذا تقولُ القصيدةُ
لاميةً!
وكيف تعيدُ ترتيلَ إعجازِها
كلّما عانقتْ في السّماءِ خيالَ اللّغةْ؟
وكيفَ
ترتّبُ من غيمةٍ مجرّاتٍ
للسّاكنينَ بقلبِ مدائنِ أحلامِها؟

تُغنّي؛
ولا شيءَ غيرُ الحنينِ يُجيبُ!
كأنّ الحروفَ شموسٌ
تعانقُ وجهَ الغيابِ الغريبْ.

تُراودُ ظلَّ الأناشيدِ
تعبرُ صمتَ الزمانِ
وتسكنُ نبضَ الغريبِ الحبيبْ.

فتنبضُ في حجرِ الصّمتِ أغنيةٌ
تشقُّ جدارَ المدى
وترشُّ على وردِها لهفةَ العابرينْ.

تمدُّ يديها إلى المستحيلِ
تفتّتُ وجعَ المعاني؛
وتسقي احتمالاتِنا مطرًا من يقينْ.

كأنّ القصيدةَ بابُ النّجاةِ
لمن أرهقتْهم مسافاتُ هذا السّكونِ الرّهيفْ
كأنّ القصيدةَ سيفٌ
يُضيءُ الطريقَ
ويكسرُ في الحلمِ قيدَ الخريفْ.

كأنّ الكلامَ إذا لامسَ الروحَ
صار انكسارًا جميلًا
وصارَ بريقًا على شفةِ المستحيلْ.

وفي نشوةِ البوحِ؛
تمضي القصيدةُ عُكّازَ وجعِ البعيدينَ
تسندُ أرواحهم حينَ تنأى الدروبْ.

تعيدُ اكتشافَ النّهارِ
تُخبّئُ في ليلها
قبسًا من نداءِ النجومْ.

وتنسجُ من وهمِها واقِعًا
يليقُ بمن لا يملكونَ سوى الحلمِ
زادًا… وماءً… وركعةَ رجاءْ.

فلا تسألوا الشّعر: “ماذا تريدُ؟”
هو الآنَ طفلُ الدّهورِ؛
يضيعُ.. ويهتدي في سرابِ القصيدْ.

يخبّئُ أنفاسَه في الرؤى؛
ويحرسُ أوجاعَهُ
مثلما يحرسُ العاشقونَ
اشتباكَ الوريدْ بالوريدْ.

إذا ما تنفّسَ في داخلكْ
صار مرآةَ ما لا يُرى
وصارَ انتباهَ السّماءْ
إلى قلقِ الأرضِ حينَ يُصلّي الغيابْ.

هو الشّعرُ:
مذ كان في أوّل الصّمتِ نبضًا؛
ومذ كان في خفقةِ الحرفِ.. بابْ.

فدعْهُ يُحلّقُ؛
لا تُقيّدهُ بسؤالْ
ولا تستدرجِ المعجِزاتِ
إلى سجنِ تأويلِنا المُستطَالْ.

فبعضُ القصائدِ لا تُكتبُ الآنَ؛
بل تنزلُ الوحيَ في لحظةٍ
حينَ يصفو الزمانُ..
ويغفو الجنونُ على شفةِ الاحتمالْ..

وإن مرّتِ الرّيحُ من قلبها
تركتْ خلفها
لغةً..
تُشبهُ البكاءَ النبيلَ على كتفِ الاحتمالْ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى