كتاب وشعراء

أما زلت تحبني؟.. بقلم : عبداللطيف خضر

نتعارك نختلف نفترق
بعد أسبوع نعود فنلتقي
كما تلتقي شمس بأرض..
افتقدت الأشعة منذ شهور
كطفلين عاشقين تشاجرا
حتى الإدماء

كم كنت قاسياً
كم كنت متوحشة
أما زلت تحبني،
وهل ذاب جليد حقدك؟
يعود الموج الأخضر ويتدفق حولنا
ويستعاد زمن الحنين
فيغمرنا سلام هادئ
كل منا يدفن جنونه..
في الركن المظلم من نفسه
نفتح الأبواب والنوافذ..
لينابيع الشمس
موصدين في لحظة عشق مهووس
كل أبواب الليل
مملة هذه المرأة بعد لحظات الدهشة الأولى
سرعان ما تتبدد كغيوم الصيف
ما معنى أن يظل رجل وامرأة معلقين كثوبين باليين
فوق مشجب غسيل
تلك المرأة المقتولة تظل كالندبة في السهب القصية من حقول القلب
تقبل في الوقت الصعب وتتشكل في مدار الحلم
قامتها الناهضة جسدها العاري البهيج
كبحر تحت شمس
دمها البدوي ناغل
في ايقاعات تخلخل معادلة الروح
فتحدث ارتجاج في الكوكب
أهطل فوقها كغواص في أعماق بحر
إنه المعنى
تقول هل عرفت نساء غيري
أضحك؛ البحر هو البحر
يسألها الثمل الهاجس
ما طعم الرجال الآخرين
تحت غلاف الجرأة يسكن الرعب
تواصل نسج أوشحة الضباب
قلت للمرأة التي صادفها فرحي
اسقني اسقني مزيداً من الخمر ومن النبيذ الأبيض
تلك المرأة الإفريقية قالت لي
إذا لم ألد منك طفلاً
سأقتلك
قلت لها
لو لم تكوني عاقراً لأنجبت من سنين
صرخت في وجهي كحيوان بري
اهتاجت وشتمت
تقول..
المرأة الإفريقية كالأرض إذا رويت جيداً
لا بد أن تخصب

العقر منك
يا لتلك الأيام التي تدخل الآن في كهوف النسيان
وراء غلاف القلب الحنون
كانت جميلة وشهوانية
في السحر الأخير
رأيت نفسي أسبح في حقول من شقائق النعمان
حقول لايحدها البصر
وأنا أحدق في المرايا
لا أصدق وجهي
صوت نحيبها يخترق الغرفة
يلتقي برذاذ المطر الذي ينقر النافذة
صدع عصي على الرأب
عبد اللطيف خضر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى