رؤي ومقالات

قراءة نقدية للناقد والشاعر السوري القدير خلف ابراهيم عن نص للشاعرة اللبنانية القديرة /قلمي يأن من اليتم/

قراءة في تعليق ..
شكري الوافر والجزيل للصديق الاستاذ الشاعر المبدع والناقد الحاذق خلف ابراهيم على هذه القراءة الجميلة لنصي قلمي يئن من اليتم

النص

قلمي يئن من اليتم

قلمي يئن من اليتم
فقد أحرق بهمسه سطح الماء
فغدا الصبر شاردا كغزال
يبحث عن عشب على تراب الصحراء
قلمي يعشق السهر
على وسادة أرقها الاشتياق
فكنت أنت لا سواك
حرفا في ركن أعمدتي نحو السماء
قلمي يشتاق اليك
وقد أمست حقولي تندب التراب
لشحة الماء
في عينيك أهوى نثر السرى
قلمي يغني نبض الصفاء
لثغر جن عليه الليل
تنهدت شفاهي بين ألفاظ
تستأنس بحروفها ليلتي
لو أني ندى لمزجت ضباب العيون
بسحر الجفون
وأبحرت في سفينة الحروف
نحو عيون فضية
تلمع من وهج الفصول

زينب هزيمة
نص الصديقة الأديبة الشاعرة زينب هزيمة قلمي يئن من اليتم يحمل في طياته مشاعر عميقة ومعقدة حيث يُجنّد الشاعرة قلمها ليعبر عن آلام الافتقار والشوق، مما يخلق تفاعلًا قويًا مع القارئ. يثير هذا النص العديد من الأسئلة حول علاقة الكاتبة بنفسها، بعالمها وبالآخرين.
إن استعارة \قلمي يئن من اليتم\ ترسم صورة قوية عن العزلة الإبداعية التي يشعر بها الكاتب مما يفتح المجال للعديد من النقاشات حول التحديات التي تواجه المبدعين في التعبير عن ذاتهم في عالم قاسٍ. ألا تحمل هذه العبارة في واقعها تناقضًا مثيرًا للاهتمام بين العزلة والأمل، بين الرغبة في التواصل والفقدان؟
كما أن استخدام الرموز الطبيعية، كـ\غزال\ و\عشب و\تراب الصحراء\ يخلق مشهدًا بديعًا لكنه يثير تساؤلات حول إمكانية وجود حياة وصيرورة في أماكن قاحلة. هل يعكس انقطاع الأشواق عن الحضور في هذه الصورة رغبة أم استسلام؟
ثم تتحول الشاعرة لتغمرنا في بحور السهر والأرق، مما يدفعنا للإحساس بالحنين، ويجعلنا نتساءل هل السهر يعكس شغفًا حقيقيًا، أم أنه هروب من واقع مرير؟ يظهر القلم كرفيق وحيد، ويتبدى في براعته الشعورية كأداة للاندماج في الشغف، الهوى والحزن على حد سواء.
وفي النهاية
تتركنا الشاعرة أمام تساؤلات مفتوحة حول قيمة المشاعر، وتأثير (الزمن،)و(الماء ) الذي يمثل الحياة على الروح الإبداعية. هل يمكن للفن أن يكون ملاذًا حقيقيًا، أم أنه يظل مجرد \ألفاظ تستأنس بحروفها ليلتي\ في خضم العزلة؟
ذلك النص بإطلالته الفريدة على معانٍ متعددة، يدعونا لنغوص في أعماق التجربة الإنسانية، في صراعها بين الوجود والغياب، بين السكون والحركة، وهذا ما يجعله مثيرًا للجدل بحق. خالص تحياتي لحرفكم صديقتي الراقية أستاذة زينب هزيمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى