جزعة موت …..قصه قصيره بقلم محمد الصباغ

كنت جزعاً خائفاً من الموت وعالمه الآخر المجهول لحظة فقد صديق حبيب ، فتلقاني هو وقال في بساطة :
— ” لما أنت خائف جزع من الموت هكذا ؟! ، وربما يكون عالمه بالنسبة لك ليس أسوأ من عالمك الذي تعيشه الآن ، وربما يكون أفضل ؟! ” .
استوعبت كل حرف قال فازددت دهشة وقلت له :
– “يا صديقي الوحيد الباقي من الصحبة على قيد الحياة ؛ ألست خائف أنت من الموت ، من المصير المجهول ؟! ” .
فقال محلقاً في غير المكان الذي كنا فيه ندفن الصديق الأخير الذي رحل تواً :
— ” ومما أجزع أو أخاف ، الموت الكل فيه مطعوم ، وربما يحظى الكثيرون منا بعده بالنعيم ، إذا آتاني الموت الآن ، فلن أحزن كثيراً فقد سبقني للموت أبي ثم أمي ، وقد تسلل للموت حبيب وراء حبيب ، ليعدوا مكان للأحبة ، ربما يعدوا لنا الموت ليكون صالحاً لنا للحياة ؟! .. سوف نتجمع كلنا في الموت وقت ما ، في زمن ما ؛ ولتكون الصحبة على أصدق وأنقى ما يكون .. فليما الخوف من الموت إذاً ؟! ” .
فسألته وأنا شارد فيما قال :
– والجحيم ؟! .
فقال حاسماً الأمر عنده وقاطعاً في فهمه للحياة الآخرة المجهولة :
— ” الجحيم لأهل الجحيم ، فاعمل لتكون من غير أهل الجحيم ” .