قليل من الحب يكفي ….. بقلم // مراد وريد // المغرب

“قليل من الحب يكفي”

ها أنا ذا ألملم شوقي المتناثر في فيافي الروح، أهيّئ أرض قلبي ببذور محبة، أرجو بها أملاً قادما ينعش فرشاة روحي، ويسقي عروقي العطشى للحب والسلام.

كم جميل أن أجوب الشوارع وأرى وجوهًا مبتسمة، قلوبًا متآلفة، وأرواحا لا تكسر زجاج بعضها بالكلمات الجارحة…
كم هو جميل، لكنه يظل حلما بعيد المنال.

كم جميل أن أجالس البحر، صديقي الوفي، أحدثه عن أوجاعي، وعن مشاريعي الصغيرة في إعادة تدوير الحزن.. علّه يصبح صالحا للقصائد والأغاني. أحيانا يكفيني صمت البحر لأشفى من صخب الحياة.

كم جميل أن يُداهمني الليل، وأنا مندس تحت بطانيتي في ركني الركين، أقلب صفحات حياتي بهدوء بلا قلق، بلا صور الجثث التي تتساقط من شاشة التلفاز… أضحك بحرية وأنا أشاهد ألبوم طفولتي، أستعيد شغبي البريء، وضحكاتي التي كان لا يشوبها شيء.

امارس لعبة التخييل .. أغمض عيني لأجد نفسي هناك… بين أجدادي رحمة الله عليهم، ذلك العالم الذي يعبق بالألفة، حيث الحب عادة يومية، والنوايا صافية.

هناك، يلقون على مسامعي وصاياهم القيمة… فأتنهد بحسرة، إذ أنها لم تعد صالحة في هذا الزمن. زمن النفاق والخديعة الذي نعيش فيه.

قليل من الحب يكفي… لكنه ما عاد يُزرع للاسف.

م.و