قلبٌ يعبرُ مرتين….بقلم محب خيري

(1)
رأيتكِ
وأنا لا أبحثُ عنكِ،
رأيتكِ
كمن يعثر على مفتاحٍ
في جيب معطفٍ لا يتذكّر متى اشتراه.
كنتِ تضعين الوقت في حقيبتكِ
كعطرٍ لا يريد أن يُنسى،
وكان ظلكِ
يسير أمامكِ
كأنه خائفٌ من الضوء.
(2)
كنا نلتقي
كما تلتقي السماءُ بقطرةٍ سقطت سهوًا،
نتحدّث عن أشياء
لا نملكها
لكنها تسكننا
بوقاحةِ فكرةٍ لم نكتبها.
قلتِ لي إن الوحدة
أختُ المرآة،
وإن الحبّ
جُملةٌ ناقصةٌ في كتابٍ
ممزّق الغلاف.
(3)
أعرفكِ
من صوت ارتباككِ حين تسألين عن الطقس،
من يدكِ التي لا تثق بالأبواب،
من مشيتكِ التي لا تعرف إن كانت ذاهبة
أم عائدة من شيء
لم يبدأ بعد.
كأنكِ ضوءٌ نسيَ أن ينطفئ
في غرفةٍ خالية.
(4)
نحن نكتب الرسائل
لمن لا يقرؤون،
نبني أحلامًا
بموادّ خاسرة،
ونضحك
حتى نُربك الحزن.
كانت لديكِ مدينة
تحمل اسمكِ،
لكنها خائفة من العناوين.
(5)
أخبرتني مرة
أنكِ تحلمين بسقوطٍ من دون صوت،
بسقفٍ لا يحرس أحدًا،
بسماءٍ
ترسل اعتذارًا لمن لم يُولدوا بعد.
أخبرتني أنكِ لا تخافين الموت،
بل الحياة
حين تضع لكِ اسمًا لا تحبّينه.
(6)
ثم…
عندما استيقظتُ في بيتٍ لا أذكره،
وجدتُ قصاصةً بخط يدكِ:
“لم أكن امرأةً،
كنتُ الطريقَ الذي مشيتَ عليه وحدك.”