كتاب وشعراء

طقوس تاريخي….بقلم القس جوزيف إيليا

أُمزَّقُ بالسّكّينِ تجري دمائي
ومعتِمةً تبدو خدودُ سمائي
على الماءِ حاولتُ المسيرَ مؤمِّلًا
وصولًا لشطآنٍ تمرِّضُ دائي
وفوق جبالٍ شِدتُ بنيانَ قلعتي
فِرارًا مِنَ النّاوينَ خلْعَ ردائي
تعلّمتُ أنْ أحيا مقيمًا ولائمًا
ومبتسمًا أمحو خطوطَ شقائي
وعشتُ كما أحببتُ همسيْ أبثُّهُ
وأُطلِقُ في سمْعِ الوجودِ ندائي
وإنْ أعتمتْ فوقي نجومٌ هويتُها
أصيرُ أنا نجمًا لنشرِ ضياءِ
وإنْ هزَّني رعدٌ أثبِّتُ خطوتي
وأرمي بآلافِ السّهامِ بلائي
وإنْ جاءني الثّعبانُ يرمي سمومَهُ
بوجهي أُداوى ساعيًا لشفائي
وكنتُ على الأعشابِ أجلسُ هادئًا
وحولي فراشاتٌ وبعضُ ظِباءِ
تلاطفُني أنثى الجَمالِ وتشتهي
عناقيدَ أعنابي ودفءَ غطائي
أدلِّلُ نفْسيْ لا أغبِّرُ وجهَها
ومِنْ خيرِ ألوانِ الطّعامِ غذائي
تعلّمتُ أنْ أنسى انكسارَ مراكبي
وأمشي كطاووسٍ بغيرِ عناءِ
وما نفعُ تسبيحٍ بأسمى معابدٍ
وأكثرُ مَنْ فيها مِنَ الخبثاءِ
وماذا سيُجنى مِنْ غناءٍ أعيدُهُ
وليس لهُ يصغي سوى التّعساءِ
وهل يُقتنى تبرٌ بأرضي ظهورُهُ
وحولي ملايينٌ مِنَ الفقراءِ
أقولُ وأبقى سائلًا : هل لحكمتي
مكانٌ وقد طالت يدُ الجهلاءِ؟
وكم كنتُ أرضى بالقليلِ أصونُهُ
وقاومتُ لا أُغرى بعيشِ ثراءِ
وأكتبُ أشعارًا وألبسُ ثوبَها
وأدنو بها مِنْ جنّةِ الشّعراءِ
تعلّمتُ إتيانَ البساتينِ راغبًا
بأنْ يمتليْ بالطّيباتِ وعائي
يدي ما هوتْ إلّا كتابةَ أحرفٍ
ولمْسَ أزاهيرٍ وردَّ عَداءِ
ولا اقتربتْ منّي ثعابينُ نكسةٍ
ترجِّعُني مستسلمًا لوراءِ
صبغتُ بألوانِ الرّبيعِ دفاتري
وقلتُ : فلا سادت حياةُ شتائي
أنا أقطعُ السّكّينَ أُجري دماءَها
وأهفو إلى ما فيهِ رفعُ بنائي
تعلّمتُ تاريخي أعيدُ طقوسَهُ
وأدخلُ منهُ مَحفِلَ الأمراءِ
ينابيعُ إحيائي تفيضُ مياهُها
وموتي وحتّى إنْ تقرّبَ نائي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى