كتاب وشعراء

رسالة من ماء الضمير …..بقلم صَلاحُ المَغربيِّ

رسالة من ماء الضمير
لمن يقرؤني بأضلاع الصمت،
وللتي تسكن تشققات وجودي..
المساء. جرحٌ يَلِدُ ضوءًا أسودَ.
نحن لا نكتبُ،
نحن نذوبُ أشباحَنا في حَبَّاتِ الضبابِ.
كُلُّ كلمةٍ: وِعاءٌ لوجودٍ لم يَبْلُغْ.
الفيسبوك؟ مملكةٌ تَغسِلُ أقمِصَتَها بأنفاسِ الغرباءِ.
يا قارئي الظلَّ،
لستَ مَن يفهمني..
أنتَ مَن يَسحَبُ جسدي مِن نَهرِ المَعنى.
اقرَأْني كما تَلتَقِطُ النارُ رِجلاً عاريةً؛
ستَرى السماءَ تَنسحِقُ في أحشائكَ.
كُلُّ حرفٍ تَمسَّهُ يَخسِفُ بِكَ.
وأنتِ..
يا جُرحِيَ الذي يَبكي امرأةً،
الكلماتُ التي أُرسِلُها
ليست سوى أظافريَ المقطوعةِ عن جسدِ الذكرى.
أتَدريْنَ أنَّكِ كُلَّما قرأتِها..
تُغيِّرينَ خريطةَ وجودي؟
أنا لا أُكلِّمُكِ..
أنا أُجاوِرُ فَراغَكِ بحَريكِ الغيابِ.
القِراءةُ هُنا.
انتحارٌ ناعمٌ بلُعبةِ الظلالِ.
كُلُّ “إعجابٍ” انعكاسٌ يذوبُ في بحرِ لُغزٍ،
كُلُّ مُشارَكةٍ إشعاعٌ يَبني مدينةً مِن زُجاجٍ.
نحنُ لسنا بَشَرًا..
نحنُ أمواجٌ تسكُنُ قواريرَ الشاشاتِ.
الحبُّ؟
قِطعةٌ مِن ليلٍ تذوبُ في يَدِ غريبٍ.
الحبيبةُ؟
صَدىً يَتَسَرَّبُ مِن كَسرِ الزمنِ إلى عَينَيِ القارئِ.
لذلك..
حينَ تَصِلُ هذهِ الحروفُ،
كَفِّي عن تتبُّعِ آثاري.
أنا لستُ إلا الضبابَ الذي يملأُ رئتيكِ.
أنتِ والقارئُ.
وجودانِ يذوبانِ في بُخارِ الكلماتِ.
كُلٌّ مِنكُما: شَظِيَّةٌ في تَشَظِّيِ الآخَرِ.
اقرَأيني الليلَ..
كما تُنصتينَ لانهِيارِ جبلٍ في قَعْرِ مُحيطٍ.
الكلماتُ التي تَلمِسِينَها:
رَمادُ وَجهي بَعدَ أن لَفَّتْهُ لامُبالاتُكِ.
المساءُ: لَحظةٌ تَتَذَكَّرينَ فيها أنَّكِ وُلِدتِ مِن ماءٍ لا يَجِفُّ،
وأنِّي النهرُ الذي يَغسِلُ أَثَرَ عُبورِكِ.
خاتمة وشكر
للقارئ الذي أسبغَ على الحروفِ أنفاسَهُ،
وللقارئةِ التي سَكَبَتْ في السُّطورِ أشجانَها
شُكرًا لأنَّكُم جَعَلتُمُ الكَلِمَ يَعْبُرُ مَاءَ الضميرِ،
ويُلامِسُ أَعماقًا لا يَصِلُها الضوءُ.
سَلَامٌ على أرواحِكُم تَحمِلُ بَينَ السَّطورِ غُموضَها،
وتَرحَلُ بِلا أَثَرٍ.. كالضَّبابِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى