كتاب وشعراء

دعكم مني ….بقلم يزن السقار

دعكم مني
و أخبروني عن أحوالكم
ألا زلتم تشربون الشاي و تغازلون ورد الصباح
منشغلون بفكرة الغداء
أو درجة حرارة الغرفة
بلون ملابسكم قبل الخروج
و المسافة بين آنِكم و المساء
كيف تحشونها بما يليق بكم
عبث برواية تشبهكم
أو حوار عن أخر أخبار الأنوثة و الذكورة
و تلعنون في سركم
كم أرهقتكم تفاصيل الحياة
و كم رشفتم من الظلم في عدم تقدير قدراتكم
و أنكم مهمومون بما يدور بالهنا و الهناك
دعكم مني
فما لي ليس لكم
يضيق بي كونكم
حلمي قبل أن يولد يُخيفكم
و لوني يفضح لونكم
عذيركم
دعوني قبل أن أرحل أخبركم
حين كنت بعمر الورد كنت أرسم
على التراب زيتون
و على الجدار وطن
و كنت أرسم على ساعدي لحن
أراقص طفولتي قبل أن تكبر
و أجدّل غدي بيدي أمي
و أمشط وجهي بكفيّ أبي
و أغني ملء فمي ما يحلو لي
على كمنجات صمتكم
دعوني أخبركم أني حين كنت بعمر الحلم
كنت أمازح الحب و الوطن
أسرّح ملامحي
و أدرس الطب كي أعالج الجراح
جرح في فخذ شارعنا
راح ضحيته طفلين و نهر من دموع الأمهات
جرح على أول المدينة
لم يعد منه أحد سوى رسالة في جيب أبي
تبلغني السلام
و تحرضني أن أكبر على أمل
جرح في خاصرة الغد
خرج منه ضباب همّش الرؤية
و ترك الرؤى تلعب بأطفلها النرد
و جرح هنا و جرح هناك
و بين الجراح رصاصة غدر
أصابتني لأبلغكم بأني و هنا
و أنكم بكل رؤاكم
خارج الهنا و الهناك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى