من قضايا المواطنين… أ.علي المحلتي*

من قضايا الموطنين
لا أعلم بالتحديد في أي سنة حدثت هذه الواقعة وإنما أكون متأكدا عندما أكمل أخي محمد أحمد عباد (الدهمشي) الدراسة الجامعية في الخارج حيث تحمل المسئولية المالية في لجان الدفاع الشعبي في حي الشهيد علي جاحص بالوهط والذي كنت رئيسا للجان بالحي.
ففي ليلة رمضانية وبالذات قرب أذان مغرب تلك الليلة فاجأني العم ناصر (سأكتفي بهذا الرمز فاعذروني) ويطرح لي أن ابنة أخته وابن أخيه زوجان صعب عليهما مواصلة الحياة الزوجية.
تمعنت في طرحه للمشكلة ولكني اقتنعت بطرحه ذلك رغم أنني لم أستدع الزوجين للتأكد في جوهر المشكلة الذي تسبب في تلك الحالة وهو خطأ فادح مني.
فكتبت رسالة إلى المأذون الشرعي بالمحافظة وهو القاضي الذي أحبه ويحبني كثيرا الحبيب علي بن أحمد الفقيه النخلاني.
أخذ الرسالة وغادر من الجزء الجنوبي الغربي من دكة (دارة) بيتنا..
ومرت الأيام وانتخبت مجددا في رئاسة الحي حيث كان أخي محمد أحمد عباد مسئولا ماليا..
وجاء شهر رمضان تلك السنة ومعه العم ناصر حاملا رسالة من المأذون الشرعي لي بهدف الجلوس النهائي مع الزوجين ومن ثم إعطائه رسالتي بنتائج الجلوس معهما.
هنا دارت بي الدنيا وتغيرت حالتي فسألته عمن أحالهما إلى المأذون الشرعي. فتفاجأت حين قال لي أنت.
كان يوم سبت على ما أذكر. فخاطبته بأنه يجب الجلوس مع الزوجين فوافقني على أن يكون الخميس (حينها) القادم. فأعطيته دعوتين للزوجين.
ذهبت إلى أخي محمد أحمد عباد أولا للتأكد من حصة الحي من اشتراكات لجان الدفاع. والذي رد لي بأنه مبلغ يصل إلى أكثر من ١٥٠ دينارا أي ٣٠٠٠ ٱلاف شلن. وثانيا لطلب حضوره يوم الخميس القادم (حينها) مع المبلغ إلى مقر الحي بعد صلاة التراويح وليسجل المحضر.
ثم ذهبت إلى منزل عمي أحمد الهريشي وطلبت منه الحضور كي يساعدني في جمع الأسرة. بالرغم أن يوم الخميس والجمعة كانا يومي القات الأسبوعية حسب القانون. فوافق على أن يذهب إلى سوق القات أخوه عبدالله (طرموم) بدلا عنه.
ثم تحركت إلى طرف كود بجانب دكان السيد عبيد بن سالم بن أحمد بكير لألتقي بصديق عمري محمد عبده محمد سعيد قردش لأتسامر معه وأضعه في المشكلة بحيث يبحث لي عن شخصية أخرى تشاركني همي فاقترح أن يكون عمي أحمد علي الفقيه الذي كان نازلا من سوق الوهط فدعوته للجلوس معنا. وشرحت له المشكلة حيث رد بالإيجاب.
وجاء الخميس وحضر الجميع إلا أنني لم أسمح بدخول أعمام الزوج وهم أخوال الزوجة لأنهم منقسمون مع وضد طرفي المشكلة.
وسألت الزوجة عما أوصلهما إلى الطلاق لا سمح الله فقالت:
١- بدون بيت.
٢- لا يعمل.
٣- أخذ أولادها إلى بعيدا عنها أي إلى مركز طور الباحة.
فقلت وإن حللنا كل تلك النقاط هل ستعودين.
ردت بالإيجاب.
قلت لها هذا مقر لجان الدفاع بالوهط ماذا لو سكنتم به؟
ردت: نحنا رعيان ويكفينا مهند وحوش لأغنامنا.
أصدرت أمرا للمسئول المالي بصرف قيمة ٤٠ حمل إثل بدلا عن ٢٠ وهو المقترح. وقيمة ٤٠ حريجة (عود إثل لربط البناء) بدلا عن ٢٠ وهو المقترح و ٥٠٠ شلن للبناء عوض أحمد سعيد (العوضي) بدلا من ٢٠٠ شلن كمقترح.
على أن يستلم المبالغ عمي أحمد الهريشي ويشرف على البناء.
ثم طلبت من عمي الهريشي أن يسلمها ١٠٠٠ شلن لتسيير أمور بيتها نظرا لتأخر البراءة المالية (التعزيز المالي) فدفع للزوجة مبلغ ٣٠٠٠ شلنا.
هنا قام عمي أحمد علي الفقيه بخبط الطاولة بيده اليمنى قائلا:
( وأنا أيش أدفع).
فقلت له ستتحرك بكرة لتأتي بأبنائهما من حيث هم.
فهدأ. فقمت بصرف قيمة عشرة جالون بترول فأخذها بعد أن أصر على رفضها وكان الفضل في إقناعه بأخذها هو عمي أحمد الهريشي.
وكتبت رسالتي إلى مدير الخدمة المدنية بهدف تشغيل الزوج.
وانتهى الاجتماع على أن تعود المياه إلى مجاريها وتسحب القضية من عند المأذون الشرعي.
تحركت بمعية الزوج إلى منزل الأخ زين علي محمد السقاف (النينوه) مدير مكتب الخدمة المدنية في لحج وسلمته رسالتي وشرحت له أسباب طلبي بتشغيله. فكان رده بالنص: (ولا تهتم).
نام الزوج ليلتها في بيتي. وفي الصباح كنت معه أمام مقر أشيد في لحج أي على خط السيارات بانتظار الأخ زين.
فجاءنا الأخ عبدالله صالح فضل عضو اللجنة المركزية المرشح ومدير المؤسسة المحلية للبناء في لحج ليطلب مني طلوع سيارته فأخبرته بأنني مشغول مع من يرافقني. فقال لي كل أموركم محلولة.
ذهبنا إلى مكتبه وشرحت له في طريقنا موضوعنا فرد بأنه سيحل الموضوع.
ولما وصلنا مكتبه طلب من الموظفة أن تطبع عدة أوراق إلى مدير الخدمة المدنية وقال لي بعد أن وصلته الأوراق من الموظفة سلم على أخي زين وسلمه كل الأوراق وخذ سيارتي لتقضي كل مشاويرك ولا تجيبها إلا بكرة أو حتى بعد حل المشكلة.
ذهبنا أنا والزوج إلى مكتب الأخ زين فوجدنا رسالة منه إلى مدير مؤسسة البناء لتوظيف الزوج.
ووجد كل الرسائل المطلوبه جاهزة فضحك مقهقها لما فعله أخي عبدالله. بما في ذلك مباشرة العمل.
أخذت الزوج معي وسلمت مكتب المؤسسة المحلية للبناء رسائل مكتب الخدمة المدنية ومن ثم ذهبنا إلى الوهط فوجدنا كل شيء تم ولم يبق إلا المريج للمهند (الكوخ) وهو تلميع جدار المهند بالطين.
طلب مني عمي الهريشي التحرك إلى الفيوش لإحضار الزوجة وكانت الساعة تجاوزت الواحدة ظهرا.
ذهبنا إلى الفيوش فحضرت معنا وحين وصلنا الوهط إذ بعمي أحمد علي الفقيه قد جاء بأولادهما.
فاعتذرنا وتركناهم في منزلهم وأخذت عمي الهريشي وعمي العوضي والشقاة لأعود بهم إلى حيث يريدون.
ثم جهزت رد رئيس الحي إلى المأذون الشرعي وذهبت به في يوم السبت إليه لأعلمه بحل المشكلة بين الزوجين ففرح كثيرا ودعا لي الله كثيرا.
ومن ثم أعدت سيارة الأخ عبدالله صالح فضل مدير المؤسسة المحلية للبناء في لحج شاكرا إياه على ما قدمه من تسهيلات لي في متابعة حل المشكلة.
علي محلتي