“ثمةَ أحلامٌ لا نخبرُ بها أحدًا…..بقلم رشا هشام

“ثمةَ أحلامٌ لا نخبرُ بها أحدًا، نخافُ أن تُكسرْ إن نطقنا، فنخبّئها بين أضلعنا، ونربيها كطفلٍ لم يولدْ بعد”
أراني حين أصبحُ أمًّا
سأعثرُ أخيرًا على ذاكرتي الّتي سرقوها من يدي الصّغيرة ذات شتاءٍ
سأمنحُ حقّ الأمومةِ المعلّقة
أخفيها كأمنيةٍ ناعسةٍ على كتفي، وأدلّلها بضحكٍ يشبهُ الأرجوحةَ لا الصّفعة
طفلة لم تأتِ بعد …
أمشطُ لها الدّروبَ كما لو أنّي أمشطُ ضفائرها
وأقرأُ لها القصصَ الّتي ما قرأها لي أحدٌ
وأرتّقُ فيها شروخَ الماضي
وأعلّقُ أمنياتي كفوانيسَ فوق رأسها
كي لا تتعثّرَ في العتمةِ كما تعثّرتُ
سأعلّمُها كيف يصبحُ القلبُ مأوًى
كيف تخاطُّ مشاعرَ النّاسِ بلغةٍ غير الصّراخِ
وأنَّ الأمَّ تهمس
ولا تنسى عيدَ ميلادها
وأنَّ البيتَ لا يُخافُ منهُ، بل يُشتاقُ إليه
سأرسمُ لها طفولتي من جديدٍ
بألوانٍ لا تفرّقُ بين الأخِ وأختهِ
ولا تنبتُ أشواكًا على سجّادِ الذّكرياتِ
أكحّلُ عينيَّ بها في المنامِ
وأربّتُ على حلمٍ صغيرٍ
علّهُ يأتي ،لأعيدَ طفولتي معها !