أسلام المنسي يكتب :إضعاف وتفتيت سوريا هدف للكيان لأنها أكبر دولة في شرق الأراضي المحتلة.

خلاصة الوضع في سوريا أن إسرائيل تفرض نفسها حامية للدروز رغمًا عنهم (البعض يقبل والبعض لا يقبل)، رغم أن الديانة الدرزية لا علاقة لها بالديانة الي هوديه.
وزير الدفاع الكيان، يسرائيل كاتس، قال إن الهجمات المؤلمة على سوريا بدأت، وتم قصف مقر وزارة الدفاع السورية ومنطقة القصر الرئاسي في دمشق، وأهداف أخرى عديدة، ووقعت اشتباكات بين الجيش السوري وميليشيات درزية مدعومة من الكيان، وسقط المئات من القتلى والجرحى.
القصف الإسرائيلي العنيف لسوريا وإرسال مئات المسلحين الدروز إلى داخل سوريا للقتال ضد الجيش السوري، وقرار نقل جزء من القوات من غرْة إلى حدود سوريا، يأتي ضمن مخطط “حلف الأقليات” وهو باختصار أن اليHو د والدروز والأقليات الدينية في بلاد الشام والعراق ليس أمامها إلا أن تتحد ضد المكون العربي السني، وهذا المخطط أعلن جدعون ساعر، وزير خارجية الكيان، تبنيه علانية منذ بداية تنصيبه وقال بكل تبجح: “إسرائيل موجودة في منطقة وهي أقلية فيها، ولذلك فإن تحالفاتها الطبيعية هي الأقليات الأخرى مثل الدروز”، وتصريحاتهم عن الدروز كثيرة جدا وصريحة بشكل وقح، أقول هذا لأن البعض يغض الطرف عن هذه المخططات المعلنة بحجة أنها طائفية، لكن العدو يتصرف بمنتهى الجدية بمنطق طائفي وديني واضح جدا ولنتذكر أن أكبر حملة قصف جوي في تاريخ الكيان منذ تأسس ١٩٤٨، كانت مؤخرا على سوريا بعد سقوط الأسد مباشرة لأن الكيان رأى أن الحكم انتقل من يد الأقلية العلوية إلى أغلبية الشعب السوري، وهذا سيناريو مرعب للكيان لأن أي حكم يمثل الشعب لن يكون إلا عدوًا له، وهم يعلمون أن الحكام الجدد لدمشق لا يمكن الوثوق بهم ولا يمكن تخيل إلا أنهم يعدون العدة لاستعادة الجولان وربما فلسطين ولا يمنعهم من ذلك سوى ضعف القدرات العسكرية الآن، وأنهم يريدون كسب الوقت ويهادنون الكيان حتى يمتلكوا القوة ثم يستديروا له لخوض المعركة الحتمية، وفي صحافة الكيان يشبهون أحمد الشرع بالسنوار، لأنه شخص يجيد التخطيط الهادئ لسنوات قبل أن ينقض على عدوه بشكل مفاجئ كما فعل السنوار في ٢٠٢٣ وفعل الشرع منذ عدة أشهر بعد سنوات من الهدوء وإعداد العدة في سرية تامة.
وبغض النظر عن التفاصيل الداخلية فإن إضعاف وتفتيت سوريا هدف للكيان لأنها أكبر دولة في شرق الأراضي المحتلة.
الدروز هم الطائفة العربية التي يعتمد جيش الاحت لال في قتال باقب أبناء الشعب الفلسطيني ويسمون الحلف الدرزي اليهودي “حلف الدم”، ونسبة الدروز، الذين يؤدون الخدمة العسكرية في الكيان 85%، وهي أكبر من نسبة الي-هو د في صفوف الجيش، وهذه كلها معلومات معلنة، ونتن ياهو يبرر عدوانه على سوريا بأن له حق حماية الدروز أقارب الدروز في الكيان!!!
يبلغ تعداد منتسبي الطائفة في الكيان قرابة 143 ألف نسمة، يمثلون نسبة 1.6% من سكانه، ونسبة 8% تقريبًا من مجمل السكان العرب.
قانون يهو د ية الدولة، الذي تم إقراره في 2018 وينص على أن إسر ~ئيل «دولة قومية للشعب اليهو د ي»، أي يجعل الدروز سكانًا من الدرجة الثانية.
الدروز السوريين يشكلون ما يقدر بنحو 3.2% فقط من السكان، والمرجع الدرزي، يوسف جربوع، أعلن رفض التدخل الإسرائيلي في سوريا وأذاع منذ قليل بيانا لاتفاق مع الحكومة السورية للتهدئة، وهناك قيادات درزية مشهود لها بالوطنية مثل ليث البلعوس وسليمان عبد الباقي وكلاهما تطارده محاولات الاغتيال في الفترة الأخيرة، لكن حكمت الهجري أكبر مرجع درزي ويحظى بحماية إ سر ئيل، أعلن رفضه لاتفاق التهدئة ودعا لمواصلة القتال حتى “تحرير كامل السويداء”!
الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في الكيان الشيخ موفق طريف مؤيد لنتن ياهو ويدفع باتجاه العدوان على سوريا بحجة منع تكرار السابع من أكتوبر من جهة سوريا.
وليد جنبلاط أكبر زعيم للدروز في لبنان، وزعيم الحزب التقدمى الاشتراكى، شخص عروبي ضد حلف الأقليات ويراه مشروعا انتحاريا ويحذر منه من سنوات لأنه يدفع بالأقليات في حرب مع المحيط العربي السني، وزار محافظة السويداء بعد التحرير وقال لأهل المحافظة: عودوا إلى الإسلام.. عليكم أن تتذكروا أنكم مسلمون، وأن تعودا إلى ممارسة الفروض الخمسة: الشهادة والصلاة والصوم والزكاة والحج، وقال إنه مازال مصممًا على بناء جامع وسيضع حجر الأساس له قريبا، منتقدا “الجهل الذى استشرى عند بعض من شرائح الدرزية، ولديها نقص بسبب عدم معرفتها الجيدة بالثقافة الإسلامية”، مضيفًا: “من أين جاء الموحدون الدروز إلا من رحم الأصول الإسلامية؟ لم يأتوا من القمر، والمطلوب توجه بعثات من طلاب العلوم الدينية عند الدروز إلى الأزهر”.
يعيش معظم أبناء الطائفة في سوريا ولبنان وفلسطين، وقد أتت تسمية الطائفة نسبة إلى محمد بن إسماعيل الدرزي، وكان من أوائل الدعاة إلى هذه العقيدة، ثم انشق عنها إلا أن اسمه ظل ملتصقًا بها رغم أنهم يفضلون تسمية «الموحدين»، ويطلق عليهم أيضًا «بني معروف»، وهي قبيلة ينتسبون إليها، وبعضهم يقول إن التسمية بسبب كونهم من أهل الإحسان والمعروف، وبدأت الدعوة إلى المذهب في عهد الحاكم بأمر الله، ثم تم غلق باب الدعوة إلى دخول الطائفة عام 1043م.
وتنص كتبهم على تأليه الحاكم بأمر الله الفاطمي (985 -1021م) الذي اشتهر في أسفار التاريخ بالأفعال الغريبة الخارجة عن المألوف، لكن العقيدة الدرزية أعطت تلك التصرفات معاني باطنية، كما يتبنون تفسيرًا باطنيًّا للقرآن الكريم يتضمن إبطال الشعائر والعبادات الإسلامية كالصلاة، ولهم كتبهم المقدسة الخاصة بهم.