الزَّلازِلُ وَالْبَراكينُ والْكّوارِثُ …بقلم أ. د. لطفي منصور

يَتَساءَلُ كَثيرٌ مِنَ النّاسِ: هَلِ الزَّلازِلُ وَالْبَراكِينُ وَالْأَعاصيرُ عِقابٌ مِنَ اللهِ سُبْحانَهُ وّتَعالى لِلْبَشَرِ وَالْحَيَوانِ وَالشَّجَرِ وَالْحَجَرِ؟ لِأَنَّ النّاسَ فَسَقُوا، وَكَثُرَ الْفَسادُ في الْبَرِّ وَالْبَحْرِ؟
تَعالَى اللَّهُ عَمّا يَقُولونَ عُلُوًّا كَبيرا.
هَذِهِ الظَّواهِرُ الطَّبيعِيَّةُ وُجِدَتْ عَلى الْأَرْضِ مُنْذُ الْخَلِيقَةِ، يَنْسَى النّاسُ أَنَّهُمْ يُقِيمُونَ فَوْقَ كُتْلَةٍ نارِيَّةٍ مُلْتَهِبَةٍ بَرَدَتْ قِشْرَتُها الْخارِجِيَّةُ، وَبَقِيَتْ تَفُورُ وَتَغْلِي مِنَ الدّاخِلِ، بِمَوْجاتٍ حَرارِيَّةٍ هائِلَةِ تَضْرِبُ سَطْحَ الْأَرْضِ وَقِشْرَتَها اليابِسَةَ الَّتي يَتَراوَحُ سُمْكُها بين (٤٠-٨٠ كم ) فَيّحْدُثُ ارْتِجاجٌ عَظيمُ يُودِي بِالْقُرَى والْمُدُنِ وًالْجِبالِ وَيَحْدُثُ دَمارٌ وَخَرابٌ وَقَتْلٌ لِكُلِّ ما هُوَ حَيٌّ تَحْتَ الرُّكامِ.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ إنَّ في الْقُرْآنِ سُورَةً تَدْعَمُ أَقْوالَهُمْ وَيُؤَكِّدُونَ أَنَّ الْكَوارِثَ الطَّبِيعِيَّةَ عَذابٌ مِنَ اللَّهِ ضِدَّ عِبادِهِ يَذْهَبُ فِيهِ الصّالِحُ في عُرْوَةِ الطّالِحِ .
يَعْنُونَ سُورَةَ الزَّلْزَلَةِ. لَقَدْ أَخْطَأُوا وَأَثِمُوا. أَيْنَ الْعَدْلُ الْإلَهِيُّ إذًا؟ اللَّهُ لا يُقَدِّرُ الْإثْمَ في الدُّنْيا وَيُعاقِبُ عَلَيْهِ.
أمّا سُورَةُ الزَّلْزَلَةِ فَهِيَ مِنْ أَشْراطِ السّاعَةِ، وَجاءَ ذَلِكَ في السُّورَةِ نَفْسِها “يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النّاسُ أَشْتاتًا لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ”.
هَذِهِ الْكَوارِثُ الَتِي تَحْدُثُ عَلى كَوْكَبِنا هذا هِيَ عّوامِلُ طَبيعِيَّةٌ جُيولوجِيَّةٌ لِأنَّنا فَوْقَ كُرَةٍ مِنَ اللَّهَبِ.
إنَّ مَسْؤولِيَّةَ الدُّوَلِ مُراقَبَةُ الْبِناءِ، وَتَقْوِيّةُ أُسُسِهِ، لِتَكُونَ فُرْصَةٌ لِمُغادَرَةِ السُّكانِ مَنازِلَهُمْ قَبْلَ انْهِيارِها، للِتَّقْلِيل مِنْ عَدَدِ الضَّحايا وَالْمُصابينَ.
مَنْ يَنْظُرْ إلى صُوَرِ الْقَمَرِ وَالْكَواكِبِ السَّيارَةِ يَرَ حُفَرَ فُوَّهاتِ الْبَراكينِ الَّتي حَدَثَتْ لِسَطْحِها بَعْدَ أَنْ بَرَدَتْ قِشْرَتُهُ الْخارِجِيَّةُ. فَهذا دَليلٌ كافٍ عَلى أَنَّ الظَّواهِرَ الطَّبيعيَّةُ تَحْصُلُ في جميعِ الْكّواكِبِ الشَّمْسِيَّةِ.
حَتّى شَمْسُنا تَتَعَرَّضُ لِانْفِجاراتٍ مُلْتَهِبَةٍ تَنْدَفِعُ مِنَ الشَّمْسِ مِئاتِ آلافِ الْكِيلومترات تُؤَثِّرُ عَلى شَبَكاتِ الِاتِّصالِ في كَوْكَبِنا.