حين بكى الحطابُ من شجرةٍ…..بقلم محب خيري الجمال

حين بكى الحطابُ من شجرةٍ
في رأسي فأسٌ
تشقُّ الخشبَ الذي كنتُ أظنّه قلبي.
لكن الدمعَ نُشارة، تغمرني.
كلّ ما حولي يئنُّ بلغةٍ أعرفها حين أتألم،
الحذاءُ يبكي، والشباكُ يعوي،
والملحُ يشهقُ كلّما مرّ على فمي.
كنتُ أعتقد أني رجلٌ بما يكفي لأهزم ظلّي،
لكنني أرتجفُ منه
كلّما لاحقني في الضوء.
أبي كان يسكبُ الشاي كأنه يعتذر،
ويدي ترتجفُ
حين أفتحُ النوافذَ في حضرة الذكريات.
لم أكُن قويًّا، كنتُ فقط،
أؤجّل الانهيار كي لا ينهار بي أحد.
**
من قال إن الحزن أنثى؟
وأن الألمَ طقسٌ نسائيّ؟
وأن الرجل حين ينكسر
يعيد ترتيب نفسه كالمسامير في صدر خشبة؟
أنا رجل، لكنني بكيتُ
حين انكسرتُ ولم يقل أحد سلامات.
**
أعدّ لي وحدتي كما يُعدّ العشاء
باردًا، وقديمًا،
وممتلئًا بأحاديثٍ لا تُؤكل.
كلّ محاولةٍ للحبّ
كانت مذبحةً بلغةٍ جميلة.
كلّ امرأةٍ مرت بي
نست أن تزرعني
لكنها حفرتني جيدًا.
**
لم أعد أبحث عن خلاصٍ،
أريد فقط مرآةً
لا تنكسر بي كلّما نظرتُ إليها.
**
يا من تظنون أن البكاء خللٌ في النظام الذكوري،
اسألوا أسوار القاهرة القديمة
كيف تنهار تحت وطأة الزمن
ولا يسمعها أحد.
أنا بكيتُ
لكنّ صوتي لم يكن على الموجة.
كانت أمي الوحيدة التي التقطته
ووضعتْه في جيب قميصي
قبل أن أخرج للعالم،