فيس وتويتر

*ما الذي يجمع زعيماً درزياً وصهيونياً ومرشداً شيعياً؟ كلمة السر في السويداء*

كاتب التعليق مجهول
في قلب الجنوب السوري المشتعل، تبرز السويداء كمسرح نادر لتقاطع مصالح ثلاث شخصيات لا يجمع بينها شيء… إلا الخوف والمصلحة: موفق طريف، شيخ الدروز في “إسرائيل”، بنيامين نتنياهو، الزعيم القومي الصهيوني، وعلي خامنئي، المرشد الشيعي الإيراني.
رغم أن المشهد السوري تغيّر جذريًا بعد الضربات الموجعة التي تلقّتها إيران وحزب الله والحوثيون، وانسحاب طهران من سوريا عسكريًا، فإن إيران لم تسلّم بخسارتها. فقد لجأت إلى سلاحها المفضّل: العامل الطائفي أو المذهبي، ساعية لتوظيف الأقليات، وعلى رأسها الطائفة الدرزية، لإعادة إشعال بؤر التوتر.
إيران، التي لطالما استخدمت الخطاب الطائفي لتوسيع نفوذها، حاولت إعادة استثمار حضورها الاجتماعي والعقائدي في الجنوب السوري عبر تجربتها السابقة من خلال التوسل باستراتيجية “تحالف الأقليات”. فالدروز، رغم اختلافهم الديني عن الشيعة، باتوا – في العقل الإيراني – جزءاً من هامش طائفي قابل للتوظيف في وجه الأغلبية السنيّة، أو ضد أي سلطة مركزية غير خاضعة لسطوة ما تبقى من المحور الإيراني. خطاب خامنئي عن “الشباب السوري ودعوتهم للثورة ، وانه لم يعد لديهم ما يخسرونه” لم يكن بريئًا، بل محاولة لإطلاق تمرد محلي ضد النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع.
ولعل أبرز مثال سابق على هذه السياسة الإيرانية ما عرف بتشكيل ميليشيا “لبيك يا سلمان”، التي سعت إيران إلى زرعها سابقا في جبل العرب مستغلة الرمزية الدينية لسلمان الفارسي لدى أبناء الطائفة الدرزية. فقد ظهرت تلك الميليشيا في لحظة ضعف للنظام السابق، تحت غطاء طائفي مشابه لشعارات “لبيك يا حسين” و”لبيك يا زينب”، بهدف استخدام أبناء السويداء كوقود في معارك لا تخصهم، خاصة في مواجهة ثوار درعا.
كان ذلك النموذج أوضح تجلٍ لمحاولة إيران اللعب بالورقة الطائفية، مستغلة الدين والهوية لزرع الانقسام، وتحويل المجتمع الدرزي من قوة متماسكة إلى ميليشيا تابعة.
في المقابل، حرّك موفق طريف أوراقه، ملوّحًا بسحب الدروز من الجيش الإسرائيلي إذا لم تُحمَ الطائفة في سوريا، بينما عبَر العشرات من دروز الجولان إلى الأراضي السورية في مشهد غير مسبوق. هذه الخطوة وضعت نتنياهو في موقع المستفيد، حيث استغل الغطاء الطائفي لتوجيه ضربات مباشرة إلى الجيش السوري قرب جرمانا والسويداء، تحت شعار “حماية الدروز”.
النتيجة؟ تقاطع ثلاثي غير معلن، يقوم على التقاء المصالح لبث الفوضى والتقسيم : إيران تتوسل العامل الطائفي لاستعادةنفوذها في سوريا ؛ إسرائيل توظّف الطائفة لحماية حدودها وضرب سوريا الجديدة،وطريف يدعي السعي لحماية الامتداد الدرزي العابر للحدود، ولو على حساب الدولة السورية التي يعيش فيها 750 الف درزي .
*السويداء، إذًا، لم تعد مجرّد مدينة. إنها اختبار نهائي لخرائط النفوذ الطائفي والسياسي.*
*وهكذا، يجتمع زعيم درزي، وزعيم صهيوني، ومرشد شيعي في لحظة واحدة، لا لحل الأزمة، بل لمنع قيام نظام لا يحتاجهم، فالسويداء لم تعد مجرد محافظة سوريه بل مرآة لصراع أكبر :بين مشروع الدولةالوطنية وبين مؤامرة التحريض على مشاريع العصبيات العنيفة العابرة للحدود .*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى