على حافة الروح…. بقلم: مها السحمراني

وقفتُ على حافة روحي
أنظر إلى الدرب الممتدّ بيني وبيني
أتأمل آثار خطواتي
تلك التي لم أخطُها
لكنها حفرت في قلبي وديانًا من الأسئلة
أأنا سوى ظلّ لحلم لم يكتمل؟
أم أنني امرأة خُلقت
لتحمل في صدرها حكمة الحزن
وجنون النجاة؟
تحدّثني روحي عن الفجر
فأحدّثها عن الليل الذي يسكنني
تسألني عن الحب
فأُصغي إلى الصمت
الساكن بين حرفٍ وحنين
أنا لستُ من طينٍ فقط
بل من نارٍ وهواجس
من ضوءٍ قديم
عابرٍ في دمي
ومن غيمٍ
لا يتذكّر المطر
أحيانًا
أشعر أنني خُلقت من أجل الكتابة
لأُعيد صياغة نفسي
كلّما بعثرتني الحياة
وأكتبني من رماد
أنا لستُ كاملة
لكني حقيقية
وهذا يكفيني
أعيش لأصير فكرة
لا تموت إن غبت
بل تكبر
كلّما قرأني قلبٌ يشبهني.
تسكنني كلمات
لم أكتبها بعد
لكنها تهمس لي كل مساء
كأنني وُجدتُ
لأكون مرآةً لما لا يُقال
وحين أنظر في وجهي
لا أرى امرأة
بل سؤالًا يمشي
جسده من المعنى
وصوته صدى لشيءٍ
أعمق من الكلام
أنا لا أتبع الزمان
ولا أركض خلف يقين
فكل يقينٍ في الدنيا
يشيخ
إلا يقيني بنفسي حين أختلي بي
أحمل قلبي كأني أحمل مصباحًا
أضيء به العتمات التي خلفني بها الغياب
وأعرف أن من أحبّ
ربما لا يعود
لكنني أعود لي
في كل كتابة
في كل صمتٍ نقي
أنا بنت الفكرة
ووريثة الدهشة
أنحني للوجود
لا خضوعًا
بل احترامًا للسرّ
الذي يربطني بالكون
كما ترتبط القطرة بالبحر
والقصيدة بالوجع الجميل.