
منذ أقدم العصور وعبر الحضارات التي سادت ثم بادت، كان وما زال البخور يستخدم في الأمور الدينية على اختلاف العقائد التي كانت تؤمن بها الشعوب القديمة.
وإلى اليوم ما زال البخور حاضرًا في المعابد على اختلاف الأديان، فالمعابد البوذية والهندوسية والزرادشتية يستخدمون البخور منذ أكثر من 5000 سنة، وكذلك حضارات الشرق كالسومرية والأكادية والآشورية والحيثية والفينيقية والهيلينية، كانت كلّها تستخدم البخور في العبادات.
وأغلب تلك الحضارات تستعمل البخور للصلوات، فالبوذية والكمفوشية تحرق أعواد النّد أثناء الصلوات لاستدعاء أرواح الأسلاف.
وكذلك الديانات السماوية كلّها استعملت البخور حسب مراسم الطقوس العبادية، فاليهود والمسيحيون والصابئة والمسلمون ما زالوا يستخدمون البخور خلال الصلوات والمناسبات الدينية.
وتختلف أساليب استعمال البخور عند المسلمين وذلك لكثرة الفرق والمذاهب، وكلٌّ حسب تقبّله واستعماله الذي درج على نهجه.
وأهل الخليج أكثر الشعوب العربية استعمالًا للبخور، ويكاد يكون في أغلب مناسباتهم الدينية والاجتماعية حتى وإن جاء لهم ضيف قدّموا له البخور بصفته جزءًا من الضيافة والاعتزاز والكرامة، وهذا ثابت في أدبهم، ويعتبر من العادات والتقاليد والقيم التي توارثوها عبر أسلافهم القدماء.
وما زال كلّ بيت من بيوت المسلمين يحرق البخور واللبان والجاوي والصندل خاصة يوم الجمعة، كما يحرق في باقي أيام الأسبوع النّد واللبان وطوال أيام السنة.
والبخور ذو نوعيات متعددة، فالذي يحرق في المطبخ لتبديد روائح الشواء أو الطبيخ غير الذي يحرق داخل المنزل، وكذلك الذي يقدّم للضيوف لا شك بأنه سوف يكون ذا نوعية ممتازة وهو ذات النوع الذي يحرق في يوم الجمعة.
أما البخور الذي يحرق تجنّبًا للحسد فهو مختلف، ومثله مثل الذي يحرق لتعقيم الجوّ من البكتيريا والجراثيم، حيث إنّ لكلّ مناسبة نوعها.
أما أعواد الند فقد كان في الماضي نوعًا واحدًا، أما في عصرنا فهو أنواع عديدة، حيث دخل في تركيبته الياسمين والخزامى وماء الورد والعود والعنبر وغير ذلك من الزيوت الطيارة.
——————
رئيس منتدى النورس الثقافي الدولي.