كتاب وشعراء

🔴 رواية “عِقد المانوليا” بين جدل الذات والآخر … بقلم الأستاذ: ميلود فيروشة

🔴 رواية “عِقد المانوليا” بين جدل الذات والآخر
بقلم الأستاذ: ميلود فيروشة

في طبعة أنيقة، صدرت رواية “عِقد المانوليا” عن الراصد الوطني للنشر والقراءة للمبدعة نعيمة السي أعراب، وعدد صفحاتها 254، في طبعتها الأولى-نونبر 2022، وعلى غلافها لوحة تشكيلية مميزة، تحاكي مضمون الرواية.

من خلال هذا المتن الحكائي، يتداخل حكي داخل ٱخر، بمعنى أن الساردة، تقص لنا حكاية، في حين يتم التذكر من خلال تدوين ما تخطه إزاء جملة من الأحداث المعيشة والمركبة.

الذات:
وهي تلك الأنا الساردة، تروي للمتلقي تواترات هذا المنجز، حيث تتباين إشكالية البطلة وهي في معمعان حيوات مضطربة، عاشتها من خلال زمن الكتابة ومتخيلها وصحوة الضمير وتبعات ذلك. وبالتالي، فالتذويت حاصل لا غبار عليه. وعايدة، بالمناسبة، إحالة لها دلالة تاريخية ترتبط ببعض مجريات الرواية.
هكذا تتبدى لنا ملامح الذات الساردة، وهي تسرد لنا قصتها مع نوري ومراد وكمال. هؤلاء الثلاثة هم عصب ومكون المحكي الروائي وملابساته وتناقضاته، حيث المواقف والسلوكيات والعلاقات والمطبات. فالذات، وعبر هذا التراكم الكمي والنوعي، لا تلبث أن تعبر عن رغبتها في المضي قدما لإثبات رهانها المتمثل في المسألة النسائية، رغم المعيقات، لكن تجلت الكتابة كطوق نجاة لعايدة، تدون إرهاصاتها على مسمع من نوري، وهو في غيبوبة. فالتعالق يبدو جليا بين الكتابة واستعادة اللحظة، حيث التذكر واستحضار زمنه وتلابيبه. هكذا تغدو الذات ينبوعا غزيرا للكتابة.

الآخر:
وهو متعدد في هذا المنجز، عبر تعدد روافده ودواله. فكل من نوري ومراد وكمال والطبيبين فتحي ومحسن، يمثلون أس إشكالية الرواية، حيث نفي نفي علائقية الساردة بهم.
نوري، صاحب محل بيع التحف واللوحات الفنية، وهو رسام كذلك، علاقته مع عايدة؛ أخوه مراد كذلك وغيرته؛ وكمال أستاذ التاريخ وحضوره الملفت هو الٱخر.
يتفاقم السرد ويتناغم مع التخييل، من خلال كولاجات تتباين حدتها ودرجاتها. مما يشد المتلقي، عبر نسج نول حكاية تتفرع إلى محطات، اندرجت تعلاتها لطرح قضايا تخص المرأة والطلاق والحب والمجتمع المدني وحراك الريف، وخوض غمار السياسة، بينما حضر الفن التشكيلي بكل قوة حيث رمزية اللوحات والمعارض، ودلالات الألوان ومبعثها أيضا.
لكن المثير في الرواية، هو لعبة تنكرية اختارتها الساردة كمسك ختام للنص، وهو إعطاء الكلمة لنوري، ساردا هذه المرة، ليحكي عن نهاية غير مرتقبة.

محكي عِقد المانوليا هو استعادة الذات لنسغ الحياة، حيث زمن سطوة الحكاية وإبدالاتها، عبر آخر متعدد، في زمن مغرب التحولات، لطبقة متوسطة اختارت متاهاتها من خلال هذا المنجز الروائي، الذي عبر عن إرهاصات ذات اختارت البوح، وهي تستبطن مخبوءات حقبة زمنية للمغرب، حيث الصراع على أشده. رواية أضفت نقلة نوعية لريبرتوار الرواية المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى