كتاب وشعراء

هذيـات الظـل …..بقلم صلاح المغربي

هذيـات الظـل
في قفـار الذاكـرة..
لم أجـد سـوى صخـرةٍ
تتـأمّلنـي بعيـنٍ منـذـورةٍ للـوجـود..
فانفجـر النسيـان..
وانسكبـتْ أساطيـرُ الضـوء كالمـاءِ علـى حافـةِ الـعدم..
تسقـطُ كلمـاتـي كشظـايـا نـجوم..
وتعـومُ عيـنٌ فـي بحـرِ حـرفٍ غـريق..
نقشتـهُ بـأصابـعَ مـن ضبـابٍ ووجـد..
أمشـي فـي كـتـابِ العـتمـة..
فأسمـعُ هـمـسـاً قـديـمـاً
يـتـدلّـى مـن شجـرةِ الأزل..
ويـحـكـي لي عن أيـامٍ
كـانـتْ تـعـبـقُ بـالـوجـود
قـبـل أن تـصـيـرَ ظـلالاً فـي سـفـيـنـةِ الـفـنـاء..
لا أخشـى ريـحَ الخـتـم..
ولا الخرائـطَ المـمحـوّةَ تـحـت أقدامِ الشمـس..
ولا ألفَ قمـرٍ انطفـأ فـي عيـونِ المـرايـا..
فـكـلـمـا أسـقـطـتـنـي الـريـح..
أجـدنـي أرقـصُ مـع الـعـدم..
فمـاذا أخبـئُ فـي صـدْرِ هـذا الصـمـت؟
أعـلّـقـهُ كقلـادةٍ مـن لـجـيـنٍ علـى صـدْرِ الـخلـود..
وأحـفـظـهُ كـوديـعـةٍ فـي أعـمـاقِ الـلـيـل..
عـسـى يـكـتـبـنـي الـزمـنُ
قـصـيـدةً تـتـنـفـسُ بـيـن الـضـلـوع..
رأيـتُ القمـرَ يسقـطُ ذاتَ ليلـةٍ..
كشـهبـةٍ علـى مـرآةِ الـلـانـهـايـة..
فهـمـسـتُ: “لعـلـهُ يـبـحـثُ عـن نـسـيـجـةٍ مـنـّـي!”
فـانـتـشـلـنـي مـن بـحـرِ الـغـيـاب..
وكـتـبـنـا مـعـاً عـلـى جـبـيـنِ الـفـجـر..
أسـطـورةَ الـعـاشـقـيـن الـذين
صـاروا شـذرَ ضـوءٍ فـي سـجـلّ الـكـون..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى