رؤي ومقالات

عمر الحامدي يكتب :حل الدولتين المزعوم ولعبة الأمم !!

في زمن طوفان الأقصى كيف يمكن تحقيق ذلك جديا

أولًا:
مقدمة
إن قضية فلسطين إحدى قضايا العصر المركبة وحلها ليس سهلا وهو ايضا مركبا يمر من خلال ثلاث زوايا مختلفه
زاويتان متلاحمتان وقويتان والزاوية الثالثة ضعيفة ومتردية
أقصد بذلك أن قضية فلسطين تتعلق بالتحالف الإمبريالي الصهيوني الذي يواجه ليس فلسطين وحدها لكن كل الأمة العربية ولمنها محزاة وضعيفة
وهذا أمر يتطلب الشرح والتوضيح خاصة حين اتخاذ مبادرة للحل
[ لابد أن نعود إلى بداية تأسيس المشروع الرأسمالي الإمبريالي زمن كان اليهود يضطهدون في أوروبا فاكتشف الرأسماليون أن لديهم فائدة من توظيف اليهود فعقدوا مؤتمرا بمدينة بازل بسويسرا 1897 وأسسو الحركة الصهيونية لخدمة مصالحهم ]
ثم اجتمعت الدول الأوروبية الاستعمارية في لندن برئاسة رئيس حكومتها بارلمان عام 1907 بعد تحضير من المفكرين والمتخصصين للإجابة عن سؤال (من هو عدو الغرب؟) وكان الجواب (العدو هم العرب) وتم التعريف بهم وسبب خطورتهم حين كان العرب تحت حكم الأتراك وكان الحل هو استعمار العرب وتقسيم وطنهم وفرض كيان غريب يحول دون وحدتهم
وقد نفذت كل تلك القرارات خلال الحرب العالمية الأولى وتضمنتها مقررات سايكس بيكو 1916
ثم صدر قرار وعد بلفور من بريطانيا 1917 بإعطاء فلسطين وطنا قوميا لليهود وهو القرار الذي طبق عام 1948 لتأسيس دولة الكيان الصهيوني فقامت حرب بين العرب والصهاينة بدعم بريطاني غربي وصدر قرار من مجلس الأمن بضرورة تأسيس دولتين دولة لليهود ودولة للفلسطينيين
لكن منذ ذلك الوقت والكيان الصهيوني يتمدد ويزداد عنصرية وتشريدا للفلسطينيين والخطير أن الغرب وفي المقدمة فرنسا زودوا الكيان الصهيوني بأسرار الذرة فصنع القنبلة الذرية
ثانيًا:
في ضوء ما تقدم فإن الوطن العربي تم احتلاله من الاستعمار الغربي المتحالف مع الصهيونية ورغم التضحيات المريرة منع العرب من تحقيق وحدتهم أو تحرير فلسطين بل قضي على حركة الثورة العربية منذ ثورة 23 يوليو 1952 وامتداداتها في الوطن العربي وما جرى بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وتفرد الغرب كقطب أوحد في العالم فتم العدوان على العراق 2003 للأسف عدوان أمريكي بدعم من دول عربية ومنها السعودية ودول الخليج ثم امتد إلى ليبيا التي هاجمها حلف الناتو وقضى عليها ولا تزال تعيش حالة من الفوضى وأخيرا سوريا التي عبث بأمنها ووحدتها الوطنية وسمح لمن كان متهما بالإرهاب أن يتولى الحكم في عاصمة الأمويين
*وشهدت المرحلة استسلام رسمي عربي وتطبيع مع الكيان وقدمت الإبراهيمية بديلا عن الإسلام
*في هذا الظرف قام طوفان الأقصى في غزة وبغض النظر عن خلفيته الأيدولوجبة فهم فلسطينيون عرب يواجهون الكيان الاغتصابي الصهيوني
فباعد هذا الطوفان بين ماكان يخطط وما اصبح بعده من اعلاء لقضية فلسطين وعودتها الى وجدان العالم وعبر الراي العام خاصة الغربي وبعضه من اليعود تاييدا لفلسطين والمقاومه
ثالثًأ:
إذا فواجب العرب هو توحيد جهودهم وبناء اتحاد عربي بديل للجامعة العربية ليعطيهم القدرة على اتخاذ القرار وتنفيذه من جهة ومن جهة أخرى التعامل مع العالم في ظل هذا الظرف الدولي الخطير من تكركز قوة وليس البحث عن دور ومصلحة لدول التجزئية
*لكي نعطي الرأي في عنوان المقال (حل الدولتين) لابد أن نشير إلى أن السعودية قد سبق لها أن قدمت للجامعة العربية اقتراحا عام 1974 بقيام دولة فلسطينية والاعتراف عربيا بالكيان الصهيوني لكن الكيان وأنصاره الغربيين لم يلتفتوا إلى ذلك واستمرت عذابات الفلسطينيون وهوان العرب دون اكتراث
*وبعد قيام طوفان الأقصى 2023 أطلق الكيان الصهيوني العنان بكل أسلحته لقتل الفلسطينيين وتدمير إقليم غزة وفرض على شعبها التهجير والحصار والإبادة الجماعية وامتد الاعتداء والتهجير الى الضفة الغربية ولم تجدي قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف العدوان الصهيوني في غزة ومنعت الولايات المتحدة مجلس الأمن بقوة صوتها المتفرد ضد 14 دولة من اتخاذ قرار بوقف الحرب وفرض السلام في فلسطين
رابعًا:
الآن ما معنى هذه المبادرة السعودية الفرنسية ودون وقف اكلاق النار ورفع المصار
بدون شك لا يجب أن نغمط حق الدولتين في المبادرة وإعلان موقفهم لكن لابد من فهمه وتحليله موضوعيا
*السعودية دولة مهمة كونها أرض الحرمين الشريفين ودولة غنية، مما يعطيها الحق في أن تبادر كما سبق الإشارة لتقوية الإرادة العربية ودفع باتجاه على الأقل بناء الاتحاد العربي لا أن تتفرد بقرار يخص قضية العرب الأولى مع دولة استعمارية معروفة دون از يتخذ قرار عربي
*أما فرنسا فهي دولة استعمارية قديمة يعرفها العرب منذ القرن 19 بفلسطين ومصر والحوائر والمغرب العربي كما يتذكرونها خلال الحروب الصليبية لكن مع ذلك لا ينسون لها دور الثورة الفرنسيه التنويري كذلك دور الرئيس ديغول ضد شن الكيان الصهيوني لحرب 1967 ومع ذلك فهي اليوم تنطلق من موقف ذاتي يوفر لها الزعامة في أوروبا والمنافسة مع أمريكا ودور مرغوب في الوطن العربي
*أخذا بعين الاعتبار أن كل من السعودية وفرنسا مثل الولايات المتحدة لا يعترفون بحركة حماس ولا بطوفان الاقصى ولا بالمقاومة
خامسا
تأسيسا على كل ما تقدم والذي يتماشى مع القانون الدولي ومصالح كل الشعوب: من ضرورة
رفض الاستعمار والعنصرية الصهيونية
ورفض العدوان واستخدام السلاح وخاصة امتلاك السلاح الذري كما هو حال الكيان الصهيوني
*أن ينظر للمسألة اليهودية والفلسطينية بمنطق العدالة والسلم الإنساني مما يدفع لحل (الدولة الديمقراطية الواحدة ) وسبق لبعض القادة العرب بأن تقدموا بهذا المشروع منذ القرن الماضي
إذا مبادرة السعودية وفرنسا لن يكون لها تأثير إلا في مواجهة الثورة الفلسطينية وفتح الطريق للدول العربية وفي مقدمتها السعودية للاعتراف بالكيان الصهيوني.
وهو للاسف امر مضر
ومحبط للامة العربية
*النداء موجه للامة العربية من خلال الجماهير والقوى الشعبيه الى ضرورة العمل لفرض حقوقهم بما يمكنهم من الدفاع عن انفسهم بتحقيق وحدتهم
^ في هذه المرحلة الضغط على الانظمه لتطوير الجامعه العربية الى اتحاد عربي
^ العمل على توحيد الحرمة الشعبيه العربية لاستعادة المشروع الحضاري العربي الاسلامي
^ دعم قضية فلسطين وتقديم كل مايلزم للمقاومه وحمايتها وهو
ما يتطلب تشكيل لجان في كل بلد عربي لدعم المقاومه على طريق التحرير والوحدة لفرض ارادة الامة العربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى