رؤي ومقالات

محمد يونس يكتب : نظرية (( دع جروحهم تتقيح ))

لاول مرة في تاريخ البشرية ..يتبني الأقوياء نظرية (( دع جروحهم تتقيح )) .. لقد ضاق المكان بهؤلاء الذين لا نفع منهم .. و علينا الا نمد لهم يد العون .. و نترك الطبيعة تقوم بدورها .. و تفنيهم
كل شيء له وظيفة فاذا لم يكن لهؤلاء دور ومنفعة يصبح اندثارهم مكسبا لمن يعملون و يخترعون وينتجون
في زمن مضي .. كان الضعيف يمثل وجبه شهية للقوى .. يذبحه يطهيه يأكله .. ثم مع إنتشار الزراعة الواسعة التي تحتاج إلي ايدى عاملة كثيفة .. أصبح إستعباد المغلوب .. و تسخيرة في العمل .. افضل من كونه وجبة عشاء .
.
و عندما تحول العبد لعبء علي سيده يطلب الطعام و الكساء .. و العلاج من الأمراض و المسكن .. و السيطرةعليه لضمان الإنضباط .. أصبح العبد قنا .. يعيش في القرى شبه حر ..و لكنه مرتبط بالإقطاعي باكثر من رابط .
مع تطور المدن .. و إحتياجها لمن يقوم باعمال لا يقبل عليها الأغنياء و المترفين .. منحوا القن مواطنة .. من درجة دنيا ..و فرضوا عليه أن يسعي لكسب قوته .. بما في ذلك الإنضمام إلي الجيوش أو مغامرات الاستكشاف لاعالي البحار .. و إستعمار الشعوب الاقل تقدما .و سرقة كنوزهم
مع نمو المجتمعات الصناعية ..و توفر المنتجات .. و الإحتياج لترويجها .. تحول الضعفاء إلي مستهلكين ..و بلادهم إلي اسواق .. تنتج مواد خام رخيصة .. و تستهلك .. مصنوعات مرتفعة الثمن .. فيما أطلقوا عليه المجال الحيوى .
الصراع علي الاسواق .. أدى لحربين عالميتين .. هلك فيهما ملايين من البشر .. لتنهي .. بتسلط جماعتين .. علي مجموع سكان الأرض و تقسيم النفوذ بينهما .. ثم التنافس ..و إبتكار اسلحة الدمار الشامل .. و التهديد بإفناء الأخر .
اليوم .. بعد أن تطورت العلوم .. و وسائل التجسس و المعرفة .. و تحول الصناعات إلي منتجات إلكترونية مركبة و معقدة .. و إمتلاك .. اعداد قليلة من البشر اسرارها .. لم يعد هناك حاجة .. لكل هؤلاء الناس .. الريبوت أرخص و أدق .
ليقوم العلم بما كانت تقوم به الكوارث الطبيعية و الأوبئة اى الحد من تكاثر الضعفاء .
إهملهم .. فلتسحقهم الامراض و الجهل ..إتركهم في مصائبهم (( دع جروحهم تتقيح )) فنحن لسنا في حاجة إليهم .
و هكذا .. كانت رحلة البشر .. من وجبة للاقوياء إلي عبد إلي قن إلي عامل مستنزف إلي مستهلك لمنتجات الصناعة ثم إلي كائن متسبب في مشاكل بسبب تكاثره غير المحكوم .. و علي الصفوة التخلص منة كما يفعلون الان معنا
سياسة الصفوة غير معلنه ..و لكنها مطبقة في طول أرض الكوكب و عرضة .. فقراء مستهلكون يبحثون عن عمل .. ضعفاء محاصرون لا يجدون طعاما .. مواطنون مستسلمون لبغاة يفرضون عليهم سياستهم و قوانينهم .. ويردعونهم بالقوة و برجال الأمن .. و الخوف من التشرد و الجوع .
حكومات زمنا .. لا يهمها البشر . بقدر ما تعمل علي إخضاعهم طواعية ..و إستنزافهم .. و المخاطره بحياتهم .. و عدم الإهتمام .. بحريق يشتعل في قطار أو عبارة .. أو عمارة .. أو غرق الناس أو إنتشار الأمراض و الاوبئة .. أو الصراع بين الجوعي علي الفتات أو تدهور الأخلاق و القيم
فمن يمتلكون المال و القوة يفرضون علي الضعفاء طاعتهم ..و السكون .. لقد أصبح الناس لا قيمة لهم .. و لا يعمل حسابهم .. جماعات من الجوعي يوجههم صندوق به شوية أكل في أى إتجاه .. يقفون أمام لجان الإقتراع بالطوابير .. كي يكسبوا في النهاية وجبة ليلتين .. و يختاروا .. من يقننون للبغاة أساليب سيطرتهم علي القطيع مدى العمر
المرحلة القادمة هي الأكثر إنحطاطا .. عبر التاريخ .. إنها أكثر قسوة من أكل لحوم البشر….إنه تدمير أعمي بواسطة التجويع و ألة الحرب الصاروخية .. مرحلة مرعبة .. سيقوم فيها ترامب و دلاديلة شرقا و غربا .. بسحق .. مليارات .. من الناس بدم بارد .. و لن تقف جماعات حقوق الإنسان أمامة .. و لديكم مثالا محلولا ما يحدث في غزة من حصار و إسلوب إخضاع بواخر النجدة ..
فالكوكب في راى مترفيه لا يحتمل إعاشة كل هذه الكائنات المعدمة الفقيرة العاجزة .
او كما تفضل الاستاذ مدحت القاضي و قدم في تعليق علي هذا الحديث تقريرا أمريكيا .. مذكور به
آكلون عديمي الفائدة، هذا
المصطلح الذي يعني أن هناك عددًا كبيرًا من الذي يأكلون هم عديمي الفائدة (داخل وخارج الولايات المتحدة) وهم يستهلكون مواردًا قيّمة يمكن استخدامها بشكل أفضل من قبل سكان العالم النافعين
ابناء نيجيريا و مصر وتركيا من هؤلاء الذين لا ينفعون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى