كتاب وشعراء

كلّها تغفر لك…..بقلم سما أحمد

السهر، الأمسيات، الضحكات… كلّها تغفر لك.
الفجرُ الذي يستيقظ على صوتِنا، يغفر لك.
جارتي التي تسبها، وتأتي على ذِكرِها، تغفر لك.
سجائرُنا، وكاساتُ الشاي المبعثرة في كل الغرف، تغفر لك.
شفاهي العالقة في قُبلتِك،
لم تتلوّث برُضابِ غيرك، تغفر لك.
“صباح الخير” المبكّرة جدًّا، تغفر لك.
“كيف حالك؟”، “ماذا فعلتِ؟”، “أين كنتِ؟”، “ماذا قرأتِ؟”… تغفر لك.
“مع من تحدّثتِ؟”، “متى سنلتقي؟”، “أين؟”، “وكيف؟”… تغفر لك.
“أحبك”، “أشتاقك”، “أشتهيك”، حتى “أكرهك”… كلّها تغفر لك.
كلّ الأشياء تدفعني أن أغفر لك:
بوصلتي التي تشير إلى وطنك،
صلاتي التي تخشع في محرابك،
شغفي الذي يوقظ شغفك،
اهتمامُنا، تشابُهُنا، انغماسُنا…
الحياة ليست مستحيلة دونك،
لكنها مؤلمة.
الأيّام تمضي، لكنها متشابهة.
الشمس تسطع، والجدران باردة.
القمر يضيء، والليالي مظلمة.
كلّ ما حولي، يدفعني أن أغفر لك…
مهما كان ذنبُك، وأيًّا كان جرمُك…
أغفر لك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى