كتاب وشعراء

جذور لا تهزّها الريح …. بقلم مها السحمراني

الشجرةُ المثمرةُ لا تُرجمُ عبثًا
هي شاهدةُ الخيرِ بين أغصانِها
تُرمى بالحجرِ لأنّها تُنبتُ بركةً
في حينِ اليابسِ لا يُرمقُ طرفًا
وذاك الذي يحملُ الكلامَ على كفِّ ظنونه
لا يزرعُ غيرَ الشكِّ بينَ القلوب
يمشي على خيوطِ الوهمِ
ويقطفُ من ظلالِ الريبةِ
ثم يبيعُها على الأرصفةِ بلا يقين
النميمةُ ريحٌ خبيثةٌ
تأكلُ الثمارَ قبلَ نضوجِها
ونقلُ الكلامِ بلا بينةٍ
كمن يشربُ من السرابِ ظانًا أنه نهر
فالحقُّ لا يُبنى على ظنٍّ
والقلبُ لا يصفو إذا تلوّث بالفضول
أما الثابتُ كالجذعِ الأصيل
فلا تزعزعهُ رياحُ الشكِّ ولا حجارةُ الجاهلين
هو الثمرُ ما أغاظهم
لا ظلُّه ولا طيبُ عطره
فأطلقوا حجارةَ ألسنتهم
علّه يسقطُ أو يكفُّ عن العطاء
لكن الشجرةُ لا تجادلُ الريح
ولا تردُّ على صغارِ الطير
تكتفي أن تمدَّ جذورها أعمق
وتهدي ثمرَها لمن يستحق
أما اللسانُ الذي يسرفُ في النقلِ
فهو مرآةُ قلبٍ لم يعرف الطمأنينة
ينسجُ من الظنِّ قميصَ يقين
ويُلبسهُ لغيرِه باسم المحبة
فكن كالشجرةِ التي تُثمرُ رغم الأذى
واغضض طرفك عن اللغوِ
فما كلُّ ناقلٍ صادق
وما كلُّ ساكتٍ جاهل
دع الصدى يعودُ لأهله
وابقَ سامقًا لا تهزّك الحجارة
فالحقُّ لا يُزهقُ بكثرةِ الضجيج
بل يُولدُ من صمتٍ يشبهُ الحكمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى