كتاب وشعراء

أضعُ يدي على قلبي وأقول: هي…..بقلم محب خيري الجمال

كلُّ شيءٍ فيّ لا يكتمل،
كأنني مدينةٌ أُطفئت أنوارها،
وظلّت المرايا تبرق وحدها.
أُصفِّف أنفاسي على الطاولة
كأزرارٍ فقدت قميصها،
وأكتبكِ،
دون أن أعرف من أنتِ.
أيتها القادمة من لا مكان،
كنتُ أرمِّمُ جهتي المُنهارة بأغنيةٍ
سقطت من فم الغيم ولم تجد نهرًا.
وكان الضوء يداهمني
كأنّي مقبرةٌ نَسيت موتاها
وأزهرت فوق عظامها الوردُ فجأة.
أُجرّب أن أكون إنسانًا،
لكنّ الريح تفككني إلى مِلَفَّاتِ أسى
وتُرفق بي توقيعَ القصيدة.
أمشّطُ دمي بمشط الحنين
فتتساقط منه خُطى
لم أعبر بها طريقًا.
يا…..
لم تسأليني عن جهة النهر،
لكنّ أصابعكِ كانت تشير إلى شقوق الوقت،
كأنكِ تعرفين
أين يبيت السرّ حين يبرد الهواء.
أخلعُ اسمي حين يضيق بي،
وأستعير من النجم جُرحًا يضيء.
الحب مذبحةٌ نظيفة،
نحفرها بخيالٍ معطوب
ونعلّقها على جدارِ النسيان كوسام.
كنتُ أفتح ذاكرتي
كما يُفتح بابُ بيتٍ أُحرق منذ قرون،
فلا أجد إلا ظلالًا تلوّح لي
من شرفةٍ لم تُبْنَ بعد.
رأيتكِ ذات ليلٍ
تمشين على سور الوقت،
وفي يدكِ سكين،
تقطعين به ما تبقّى من انتظاري.
كلما قلت: هذه أنا،
انشقَّ المعنى عن فمٍ آخر.
وكلما صرخت: أنتِ،
غاب الصوت في أصواتٍ لا تنتمي لي.
فكّرتُ فيكِ كضوء،
لكنّ الضوء سقط من كفكِ
وصار الطريق بيننا بلا عتبة.
أنا ابنُ المجاز الذي لا يشبهني،
والصورة التي تخلع نفسها عني
كلما أمسكتُ بها.
كان يمكن أن نكون حكاية،
لكنّ البحر قرّر أن لا يكتب موجته الأخيرة.
كان يمكن أن أهواكِ،
لكن القصيدة انتفضت في فمي وقالت: لا.
فها أنا الآن،
أضع يدي على قلبي،
وأقول:
هي التي أنقذتني منّي،
ثمّ تركتني لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى