كتاب وشعراء

في يومِـهِ مازال يَُبصِرُ أمسَـهُ ….. شعر // عبدالقادر القردوع // اليمن

في يومِـهِ مازال يَُبصِرُ أمسَـهُ
لا تَفتَأُ الأوجاعُ تَسرِقُ شَمسَـهُ

نَفسُ الدُّروبِ
ونفسُها الخُطواتُ
لاشيءٌ تَغَيَّرَ في الحياةِ أحسَّهُ

كلُّ السِّهامِ تَطيشُ عن أهدافِها
فدعُـوا الملامةَ حينَ يَكسِرُ قَوسَهُ

لم يَلتَفِت لِصِياحِـهِ حَـظٌّ
فهل بعد انفلات العُمر
يَـسمعُ هَمـسَـهُ

نادَتْـهُ أسرابُ الطيورِ
فلم يَجدْ جـنحاً يَطيرُ بِهِ
ويَهـجُـر حَبـسَـهُ

كم يَحسدُ الأشجارَ
ليتَ جذورَهُ
أعطَتْـهُ شيئاً ما يُبَرِّرُ غَرسَـهُ

عِشْ هادئاً
الخوفُ قال لهُ
فلم يأبَهْ
ولا للخوفِ سَلَّمَ نَفسَـهُ

العَـصرُ حَطَّابٌ
وغُصنُكَ لم يعد غَضَّاً
فلا يُلفِتْ حَفيفُكَ فأسَهُ

لكنَّه قد عاركَ الأيامَ
ما فَلَّتْ حوادِثُها الأليمةُ بأسَهُ

لم ينكسر رُغمَ الجراحِ
ولا حَنىٰ لِصُراخِ فاقَتِهِ اللئيمَةِ
رأسَـهُ

قالت له الأحلامُ أنَّ سحابةً
سَـتَمُرُّ عاشقةً وتَملأ كأسَـهُ

يصغي لألسِـنَةِ الطبيعة كلِّـها
متعلِّماً منها
ويحفظُ درسَهُ.

منها تعلَّمَ أن يعيشَ حياتَهُ
متبسِّماً دوماً ويخفي بُؤسَـهُ

أنّ الحياةَ قصيرةٌ جداً
وبالخذلانِ تجزي مَن يُمجِّـدُ فِلسَـهُ

والحب
أنَّ الحب كان ولايزالُ
تَـمِيمَةً للقلبِ
إنْ هوَ مَـسَّـهُ

هو يجعل الإنسانَ إنساناً
فلا يغدو بها وحشاً يُـؤَلِّـهُ رِجسَـهُ

والحُسنُ فاكهةُ الحياةِ
ومَـن رمَىٰ قلباً بنَـابِلِ رِمشِـهِ
لم يَنـسَـهُ

لولا التَّعَـلُّقُ بالجمال وسِحْرِهِ
ما كان فارسُها لِيَخدُمَ عَـبسَـهُ

لاشيءَ يُـنسِي الهَـمّ مٌثل مُؤَانسٍ
القلبُ يعشَقُهُ ويَعشَقُ أُنسَـهُ

فَـالهَـمُّ بحرٌ لا يُـرَوَّضُ مَوجُـهُ
في كل مَكلُومٍ يُجرِّبُ ضِرسَهُ

الدَّربُ يا قلقَ المسافِرِ مُوحِشٌ
لا يَملِكُ المُحتارُ إلا حَدسَهُ

والعمرُ مجنونُ الخُطا وكأنَّهّ
يَجري ، ويَجري كلُّ شيءٍ عَكسَـهُ

مَن شاغَلَتهُ جِراحُهُ عن غايَةٍ
فاتَـتْ وعَضَّ من النَّدامَةِ خَمسَهُ

ومَن ارتضىٰ ألَّا يُغَـيِّرَ حَالَـهُ
في يومِهِ دوماً سَيُبصِرُ أمسَهُ

عبدالقادر القردوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى