كتاب وشعراء
كنتُ أظن أن المساء عادي …… بقلم // أشرف سعده // مصر

كنتُ أظن أن المساء عادي،
حتى مرت يدك على الطاولة،
فأضاء الخشب
كما لو أن أناملك أعادت ترتيب شظايا الضوء
بعد أن تناثر جسد النهار
جلستِ أمامي،
وعيناكِ تلتقطاني
كما يلتقط النيلُ قمره الساقط،
فيحتفظ به في قاعه قرونًا
يصقله المد
حتى يصير أملس
كقلبي حين يراكِ
اقتربتِ،
فانكمش الهواء بيننا،
وتحوّلت المسافة إلى جسرٍ من نبضك،
أعبره حافيًا
كأنّي مسافر يفتش عن فجرٍ يولد من عينيك
حين لامستُ عنقك،
انفجرت في رأسي حدائق لم تُسمى بعد،
وانفتحت أبواب سماواتٍ منسيّة،
وسمعتُ هدير نهرٍ
يمتد تحت جلدي
كأنه الطريق إلى مجرّتك.
قبّلتكِ،
فتكسّرت النجوم على فمك
وتدفق الليل كله إلى صدري
وسلّمتني السماء تاج الشمس
لأتوجك به
وفي ذروة الصمت،
حين لم يعد للزمن أي معنى،
أدركتُ أن الكون، بكل أفلاكه،
قد وُجد فقط
ليعيدني إليكِ
#اشرف_سعده