كتاب وشعراء

هذا الخسوفُ، يا الله…..بقلم بسام المسعودي

هذا الخسوفُ، يا الله،
ليس عتمةً في الفلك،
بل سَجدةُ قمرٍ أرهقَه النورُ فاختبأ في ظلك،
كأنَّه يعتذر عن إشراقه،
ليفسح للقلوب أن تتلمّس نورك وحدك.
يا مَن تطوي السماء كصفحةٍ من كتابك،
وتتركنا في بهتان السواد
نقرأ وجوهنا كما تُقرأ الخطايا،
نرتجف أمام مرآة الغياب،
ونتهجّى أسماؤك كما يتعلّم طفلٌ نطقَ الحياة.
ليس الخسوفُ غيابًا،
بل هو علامة،
همسٌ من غيبك يقول لنا:
النورُ لا يُدرك إلا عند فقده،
والعطاءُ لا يُعرف إلا حين يختفي.
فاجعل يا الله انكسار القمر صراطًا نحو رحمتك،
واجعل ظلاله منابر لرجاءاتنا،
واجعلني كلما رفعتُ عيني إلى السماء
أرى في محوها اكتمالًا،
وفي خسوفها وعدًا لا يخبو،
كأن الليل نفسٌ عظيم
يتنفس باسمك،
ويعلّمنا أن نرى النور في غياب النور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى