حمزه الحسن يكتب :خطاب النفاق

القاموس الأمريكي أخطر قواميس الغطرسة والكذب حتى أنه أعيا عالم اللسانيات تشومسكي في تعريته وكشفه ولا يقل عنه كذبا وغطرسة الخطاب الاسرائيلي بل يتفوق عليه في الوحشية مع استعمال الصيغ نفسها ومعهما الخطاب الاوروبي .
في العراق محو عوائل نائمة بالطائرات لا يسمى جريمة بل” معلومات خاطئة”.
قتل الناس الأبرياء في الشوارع يسمى: نيران صديقة أو تقاطع نيران.
قصف حفلة عرس في مذبحة جماعية يسمى : الشك بوجود إرهابي.
الدخول الى عوائل في مذبحة مروعة لعائلة كما في مدينة” حديثة” تسمى:
سلوك متوتر من جنود بعد مقتل زميل لهم.
تخريب ونهب الأوطان يسمى: مرحلة عبور نحو الديمقراطية.
حرق مزارع في فيتنام بالنابالم يسمى: قتل إرهابيين.
قتل أفغاني دافع عن منزله وعرضه بعد أن دخلوا داره وحقله مع كلابهم يسمى: “سلوك وقائي من عدوان محتمل”.
يوم كان من المفترض عرض فيلم” المقابلة The Interview ” وهو فيلم متخيل وتعليمي عن اغتيال الرئيس الكوري الشمالي وبينما كان الرئيس أوباما يستعد لافتتاح صالة العرض وهو يوزع ابتسامته، قام قراصنة من كوريا الشمالية بهجوم الكتروني في توقيت طريف مما جعل أوباما يغضب ويقول، حسب خطاب الغطرسة نفسه:
” هذا الهجوم هو إعتداء على القيم الديمقراطية في بلدنا”.
قيم ديمقراطية تعلم القتل والاغتيال؟
وماذا لو فعل الكوري الشمالي الأمر نفسه .ماذا يُسمى؟
لكن الرئيس أوباما، ومن قبله ومن بعده في خطاب الغطرسة، نسي أن فيلم” المقابلة” هو تعليم الناس كيفية قتل رئيس دولة،
وكل ما فعلته الضحية الكورية هو هجوم الكتروني وليس مسلحاً للدفاع عن النفس. حتى الدفاع عن النفسي يعتبر ارهابا وتهديدا” للقيم الديمقراطية”
تدمير اليمن وتخريب العراق وسوريا وليبيا يسمى: التحول نحو ديمقراطية.
التهديد بمحو كوريا الشمالية ودول أخرى يسمى: محور الشر.
القتل من الجو بطائرات مسيرة يقع ضحيته أبرياء يسمى:
إستهداف إرهابيين، مع أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته ولا يمكن قتله من الجو بلا محاكمة في الاقل.
يسمى الفلسطيني بالارهابي لانه رمى حجرا على جنود الاحتلال في حين ان ابادة شعب غزة يسمى دفاعا عن النفس وتفويضاً من السماء مقدساً.
لكن لغة الامبراطور ليست هي لغة القرصان البحري : في كتابه قراصنة وأباطرة يذكر نعومي تشومسكي مثلاً عن النفاق الأمريكي عندما قبض امبراطور على قرصان بحري وسأله:
” كيف تجرؤ على إزعاج البحر؟ فأجابه القرصان: نحن سواء في الفعل يا سيّدي، لكن لأنّني أسرق بسفينة صغيرة أُسمّى قرصاناً، ولأنّك تفعل الأمر ذاته، بأسطول ضخم، تُسمّى إمبراطوراً”.
الفارق في العنوان.