كتاب وشعراء

شجرة عارية تحلم بالربيع ….بقلم مها السحمراني

يا قمرًا يتهجّى وجهي من بعيد
هل تسمع أنيني وهو يتسرّب من ثقوب الصمت
أنا لستُ امرأةً عابرة
بل غيمةٌ أضاعت الطريق
ونزف عمري على عتبات الأسئلة

أجلس على جذع شجرة تشبه ذاكرة الطفولة
أحدّق في صمت القمر
وأصغي إلى موسيقى الأوراق
حيث كل ورقة تسقط
تروي حكاية خيبةٍ قديمة
وكل غصن يئنّ
مثل ضلعٍ مكسور في صدري

في بقايا نبضي
أغانٍ انطفأت قبل ميلاد اللحن
وأحلام تساقطت مثل زجاج منكسر
في ممرات العمر

أيها الشاهد على موتي البطيء
وعلى امرأة أحرقتها الانتظارات
وأعياها البحث عن يد
تضمد جراح القلب بعد الانكسار

خطواتي مرهقة
تركت خلفها صدى الارتطام بصخور الحياة
فدموعي حفرت أخاديد
على أرصفة الروح
حتى ابتسامتي
غدت قناعًا هشًّا
أخاف أن يسقط
فيتكشّف جرحي للريح

أيتها الزهور المتدفقة حولي
لستم زهورًا
بل ندوب القلب حين تفجّر
فتحوّل الجرحُ إلى نور
والدمعةُ إلى برقٍ يُضيءُ الظلامَ
كل زهرة ندبة
وكل ندبة قصيدة
وكل قصيدة
محاولة للتأريخ

أيها الشاهد
على احتراقي الهادئ
على غيمةٍ لم تجد هواء ً
ليأخذها ولا حضنٍ يحتويها

رغم كل هذا العذاب
أرفع رأسي نحو السماء
وأعلن بصوتٍ واثق
أن ما تبقى مني ليس هزيمة
بل شجرة عارية
تحلمُ بِعَوْدَةِ الربيعِ

تعليق واحد

  1. الشاعرة والأديبة القديرة
    مها السحمراني
    قرأت كلماتكِ
    مرات ومرات
    وقفت أمام كلماتكِ
    أستشف إحساسكِ الرقيق
    فوجدت نفسي أقف أمام
    لوحة فنانة بارعة
    مرهفة الحس والمشاعر
    لوحه رسمت فيها
    أجمل المعاني برغم ما تحمل من الآلم
    رسمت بريشة
    فنانة راقية ومتميزة
    تمتلك قلم نادر الوجود
    فكانت الكلمات بما تحمل
    من إبداع لا يوصف
    فكانت غاية الروعة والجمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى