ضعيف في العالم الإسلامي.. أين يستشرس غول “الانتحار”!

تحدث في العالم عملية انتحار واحدة كل 45 ثانية، ويموت كل عام مئات الآلاف بهذه الطريقة الأكثر فتكا من الحروب وجرائم القتل والملاريا والإيدز وسرطان الثدي.
تقرير لمنظمة الصحة العالمية تطرق إلى وتيرة الانتحار في العالم، سجّل أن الانتحار في عام 2021 مثل حوالي 1.2 من إجمالي الوفيات.
في هذا العام سُجلت على مستوى العالم 727.000 حالة انتحار، بمعدل 8.9 لكل 100.000 شخص. هذا المعدل يتراوح بين أقل من حالة واحدة إلى حوالي 40 حالة لكل 100.000 شخص بحسب البلد.
بالمقابل، قدرت دراسة أجرتها مجلة “لانسيت للصحة العامة” في العام الجاري أن عام 2021 شهد حوالي 740.000 حالة انتحار على مستوى العالم.
تتوالى الأرقام المفزعة مشيرة إلى أن كل حالة انتحار ناجحة، ترافقها حوالي 20 محاولة فاشلة، وأن ما نسبته 56 بالمئة من حالات الانتحار هذه حدثت قبل سن الخمسين، وجرى 73 بالمئة منها في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث يعيش معظم سكان العالم.
أرقام منظمة الصحة العالمية تفيد أيضا بأن معدل الانتحار بين الرجال أعلى من النساء بأكثر من 2.2 مرة، فيما احتلت الفترة العمرية بين 15 إلى 29 عاما، المرتبة الثانية بين الأسباب المؤدية إلى الوفاة لدى النساء والرابعة بين الذكور.
اللافت أن إجمالي حالات الانتحار على مستوى العالم في السنوات الأولى من الألفية الثالثة كان أعلى من الرقم المسجل عام 2021، وبلغ 800.000، أي حالة انتحار واحدة كل 40 ثانية.
منظمة الصحة العالمية تشير إلى أنه رغم هذا الانخفاض الطفيف في حالات الانتحار إلا أنه أقل بكثير من الأهداف المحددة، لافتة إلى أنها تعتبر الانتحار تحديا صحيا عاما بالغ الأهمية، وهو مُدرج ضمن أولوياتها، في حين تشير الأمم المتحدة إلى أن الحد من حالات الانتحار يأتي ضمن أهداف التنمية المستدامة.
لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، تخصص منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الرابطة الدولية لمنع الانتحار تاريخ 10 سبتمبر من كل عام، يوما لتعزيز أنشطة الوقاية من الانتحار في جميع أرجاء العالم.
الإحصاءات تشير إلى أن اليابان وكوريا الجنوبية من بين أكثر الدول التي تعاني من معدلات انتحار كبيرة. ينتحر في هذا البلد المتقدم حوالي 30.000 شخص كل عام. بحسب وزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية، سُجلت في عام 2024 في هذا البلد 20.268 حالة انتحار، وهو عدد أقل من العام 2023 بأكثر من 1500 حالة.
كوريا الجنوبية هي أيضا في طليعة هذا المؤشر. سُجلت عام 2024 في هذا البلد الصناعي المتقدم 14.439 حالة وفاة ناجمة عن الانتحار.
بالمقابل، تُسجل أدنى معدلات الانتحار في دول أمريكا اللاتينية والدول الإسلامية، في حين يُشار إلى أن الإحصاءات بهذا الشأن بالنسبة للقارة الإفريقية تكاد تكون معدومة.
دراسات مختصة تفيد بأن الفئات المعرضة لخطر الانتحار تشمل ما يُعرف بالسكان الضعفاء وهم اللاجئون والمهاجرون والشعوب الأصلية والأفراد من مجتمع “الميم” والسجناء. في الولايات المتحدة على سبيل المثال، تُسجل بين السكان الأصليين وسكان ألاسكا أعلى المعدلات وبعدهم يأتي السكان البيض غير اللاتينيين.
يُسجل تفاوت بين الجنسين في أعداد حالات الانتحار على المستوى العالمي، وتكون في العادة معدلات الانتحار بين الذكور أعلى. هذا المعدل في الولايات المتحدة أعلى لدى الذكور أربع مرات من الإناث. اللافت هنا أن الإناث يحاولن الانتحار بشكل متكرر في العديد من الدول، ما يعني وجود محاولات انتحار فاشلة كبيرة بينهن.
في السياق ذاته، يُسجل أن كل حالة وفاة ناجمة عن الانتحار تقابلها حوالي 20 محاولة انتحار. في الولايات المتحدة سُجلت في عام 2023 حوالي مليون ونصف المليون محاولة انتحار، علاوة على تفكير 12.8 مليون شخص بالغ بجدية في الانتحار.
يُشار إلى أن العديد من حالات الانتحار تحدث نتيجة “الاندفاع” في لحظة يأس في الأزمات. في الغالب يندفع الضحايا إلى الانتحار نتيجة لضغوط الحياة مثل المشاكل المالية أو انهيار العلاقات الاجتماعية او المرض المزمن.
يقول إعلان في الولايات المتحدة: “إذا كنت أنت تناضل أو أي شخص تعرفه، تذكر أنك لست وحدك. يرجى التواصل للحصول على المساعدة عن طريق الاتصال أو الرسائل النصية بالرقم 988 أو الاتصال بمركز الأزمات المحلي”.