رصد انفجار غامض لأشعة غاما يتحدى فهم العلماء

رصد علماء الفلك انفجارا ضخما ومتكررا لأشعة غاما من خارج مجرتنا، كان قويا بشكل استثنائي وطويل الأمد، ما يتحدى كل التوقعات السابقة.
والانفجار، الذي رصد لأول مرة في يوليو الماضي، لم يستمر لثوان أو دقائق كما هو معتاد، بل استمر في التوهج والتكرار على مدار يوم كامل، في ظاهرة هي الأولى من نوعها على الإطلاق.
ويحمل الانفجار اسم GRB 250702B. وباستخدام أقوى التلسكوبات مثل فيرمي وهابل وتلسكوب VLT في تشيلي، تأكد للعلماء أن مصدر الانفجار ليس في مجرتنا، بل في مجرة أخرى بعيدة تقدر بعدة مليارات من السنين الضوئية.
وحتى الآن، ما يزال سبب هذا التكرار غير معروف. ومع ذلك، تشير بعض الفرضيات إلى انهيار نجم نادر، أو تفاعل مع ثقب أسود غير عادي.
وهذا السلوك غير المسبوق دفع العلماء إلى إعادة التفكير في النماذج الحالية التي تفسر هذه الأحداث اﻷكثر عنفا في الكون، والتي تعزى عادة إلى لحظات موت النجوم أو ابتلاع الثقوب السوداء لها.
ورصد العلماء تدفقات متكررة من أشعة غاما ثلاث مرات على مدار بضع ساعات، وهو أمر غير معتاد للغاية، نظرًا لأن هذه الانفجارات عادةً ما تستمر لدقائق أو حتى ميلي ثانية، ونادرا ما تتجاوز بضع ساعات، عند موت النجوم أو انهيارها أو تمزقها بفعل الثقوب السوداء.
وقال العلماء إن هذا الانفجار الطويل والمتكرر لأشعة غاما يمثل لغزا كونيا محيرا، على الأقل في الوقت الراهن، مشيرين إلى الحاجة لمزيد من الملاحظات لتحديد موقعه بدقة.
وأعلن الفريق البحثي الأوروبي عن نتائجه في مجلة Astrophysical Journal Letters في أغسطس. وتُعزى هذه الانفجارات إلى أحداث كارثية على المستوى النجمي، وبالتالي لا يُتوقع تكرارها.
ووصف أنطونيو مارتن-كاريلو، عالم الفلك في جامعة كوليدج دبلن والمؤلف المشارك للدراسة، هذا الانفجار بأنه “مختلف عن أي انفجار آخر شوهد خلال 50 عاما من مراقبة انفجارات أشعة غاما”.
ولا تزال المسافة الدقيقة إلى مصدر الانفجار غير مؤكدة، لكن يعتقد الفريق أن حجم وسطوع مجرته المضيفة يشيران إلى وقوعه على بعد مليارات السنين الضوئية.
ويراقب الفريق حاليا موقع الانفجار باستخدام تلسكوب VLT وتلسكوب جيمس ويب الفضائي، على أمل التقاط آثار الانفجار وفهم طبيعته بشكل أفضل.
المصدر: إندبندنت